| نصيحة بعدم النوم تحت الأزمنة لبنان كما لو أن باروخ سبينوزا لم يقل لهم منذ أربعة قرون: ( آن الأوان لكي لا تقرؤوا النصوص بأظافركم) وكما لو أن ناحوم غولدمان لم يكتب منذ ثلاثة عقود:( لم أكن أدري أنني أنفخ في الكراهية), فيما كان على ألفرد للينتال أن يقول:( إنهم يضعون الكرة الأرضية على ظهر الشيطان). واضح أن الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان أحدث زلزالاً على امتداد القارة العربية, التداعيات لن تكون آنية بطبيعة الحال, بل إنها ذات بعد استراتيجي طويل المدى. ولعلنا نقول مع آمنون كابليوك:( ذلك الانقلاب الذي حدث في الشرق الأوسط). أبعد بكثير من أن يكون انقلاباً هذا الذي حدث انما يهز التشكيل الجيولوجي للمجتمعات العربية التي حاول الكثيرون ترويضها, بصورة أوبأخرى, وأخيراً تحت مظلة البراغماتية التي هي فلسفة العصر, لكي( تتفاعل) مع الحالة الاسرائيلية على إنهاء جزء لا يتجزأ من القضاء والقدر في هذه المنطقة... حالة إسرائيل فوق كل الحالات العربية والنتيجة انتهاك كل شيء من الوعي الثقافي, وعبر الصدمات الكهربائية المتواصلة,إلى الثروات التي يفترض أن تندرج عضوياً, وديناميكياً في عملية صوغ السياسات بالطبع في عملية ( اعمار الاستراتيجيات) كما أشار علينا ذات يوم الخبير الفرنسي جورج بوي الذي نصحنا بعدم النوم تحت الأزمنة.. هذه لحظة لكي نعيد النظر في أشيائنا الكثيرة, الرثة والخانعة, بل والميتة( ألا يشعر كل واحد منا بأن هناك منطقة ميتة في داخله ولا يعرف كيف يتخلص منها)?. الماضي وراءنا, ويفترض أن يكون وراءنا لأن الذي ينتظرنا, وقد لاحظنا كيف يتم ترميم السياسات الثأرية أوإعادة بنائها للانقضاض ثانية, أكثر من أن يكون خطيراً. نواجه كل هذا بالاجماع على إعادة الاعتبار إلى الوعي الذي تم تقويضه أو تشويهه على ذلك النحو العجيب, وبأن ندرك بالتالي, أن التفاهم مع العالم لايتم من خلال الاستراتيجيات المخملية, بل لا بد من تفعيل الامكانات وعلى المستويات كافة, لكي تتشكل الشخصية العربية من جديد.. اقفلوا قاعة الانتظار, وانتقلوا إلى الصف الأمامي, ولكن بعد الاغتسال من كل السياسات والمواقف, الملطخة. بعد الآن , لاسبيل للسياسات الملطخة, حتى التواطؤ الذي تحول, عندنا, إلى ظاهرة ايديولوجية وبما تعنيه الكلمة, لم يعد صالحاً للاستعمال, ولد فجر جديد.. *كاتب و صحفي لبناني
|
|