تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصيحة بعدم النوم تحت الأزمنة

لبنان
معاً على الطريق
الثلاثاء 22/8/2006م
نبيه البرجي*

أكثر بكثير من أن نقف بالزهو, الذي طالما انتظرناه, أمام ( المعجزة) وقد تحولت بلحظة بطولة, إلى كوميديا استراتيجية وايديولوجية على السواء..

كما لو أن باروخ سبينوزا لم يقل لهم منذ أربعة قرون:‏

( آن الأوان لكي لا تقرؤوا النصوص بأظافركم) وكما لو أن ناحوم غولدمان لم يكتب منذ ثلاثة عقود:( لم أكن أدري أنني أنفخ في الكراهية), فيما كان على ألفرد للينتال أن يقول:( إنهم يضعون الكرة الأرضية على ظهر الشيطان).‏

واضح أن الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان أحدث زلزالاً على امتداد القارة العربية, التداعيات لن تكون آنية بطبيعة الحال, بل إنها ذات بعد استراتيجي طويل المدى. ولعلنا نقول مع آمنون كابليوك:( ذلك الانقلاب الذي حدث في الشرق الأوسط).‏

أبعد بكثير من أن يكون انقلاباً هذا الذي حدث انما يهز التشكيل الجيولوجي للمجتمعات العربية التي حاول الكثيرون ترويضها, بصورة أوبأخرى, وأخيراً تحت مظلة البراغماتية التي هي فلسفة العصر, لكي( تتفاعل) مع الحالة الاسرائيلية على إنهاء جزء لا يتجزأ من القضاء والقدر في هذه المنطقة...‏

حالة إسرائيل فوق كل الحالات العربية والنتيجة انتهاك كل شيء من الوعي الثقافي, وعبر الصدمات الكهربائية المتواصلة,إلى الثروات التي يفترض أن تندرج عضوياً, وديناميكياً في عملية صوغ السياسات بالطبع في عملية‏

( اعمار الاستراتيجيات) كما أشار علينا ذات يوم الخبير الفرنسي جورج بوي الذي نصحنا بعدم النوم تحت الأزمنة..‏

هذه لحظة لكي نعيد النظر في أشيائنا الكثيرة, الرثة والخانعة, بل والميتة( ألا يشعر كل واحد منا بأن هناك منطقة ميتة في داخله ولا يعرف كيف يتخلص منها)?.‏

الماضي وراءنا, ويفترض أن يكون وراءنا لأن الذي ينتظرنا, وقد لاحظنا كيف يتم ترميم السياسات الثأرية أوإعادة بنائها للانقضاض ثانية, أكثر من أن يكون خطيراً.‏

نواجه كل هذا بالاجماع على إعادة الاعتبار إلى الوعي الذي تم تقويضه أو تشويهه على ذلك النحو العجيب, وبأن ندرك بالتالي, أن التفاهم مع العالم لايتم من خلال الاستراتيجيات المخملية, بل لا بد من تفعيل الامكانات وعلى المستويات كافة, لكي تتشكل الشخصية العربية من جديد..‏

اقفلوا قاعة الانتظار, وانتقلوا إلى الصف الأمامي, ولكن بعد الاغتسال من كل السياسات والمواقف, الملطخة.‏

بعد الآن , لاسبيل للسياسات الملطخة, حتى التواطؤ الذي تحول, عندنا, إلى ظاهرة ايديولوجية وبما تعنيه الكلمة, لم يعد صالحاً للاستعمال, ولد فجر جديد..‏

*كاتب و صحفي لبناني‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 22/08/2006 00:39

الكاتب يرى بأن نرمي الماضي وراءنا فقد ولد فجر جديد, وهذا قول حق أتفق معه, لكن ماله ينقضه بنفس المقالة وهو يستحضر أقوال الماضي؟ ثم من الذي يقرأ التاريخ بأظافره؟ وإذا كان التواطؤ بات اليوم ظاهرة ايدلوجية بكل معنى الكلمة, فكيف يقول أنه لم يعد صالحا مع أنه ظاهرة ايديولوجية فينا كما يقول؟. سهل أن نمسك القلم وتحته ورقة, وسهل أن نجمع وريقات الأمس المتبعثرة من أماكن وميثيولوجيات متفرقة, لكن من الصعب الجمع بينها بقول يفيد, وكأن الأمر مثل حال من لايملك موهبة الرسم وجمع أمامه أحدث الألوان والأدوات فهل سيرسم لوحة تفيد الناس؟...إذا كنت أيها الكاتب النبيل تدعونا لرمي الماضي وراءنا فالأولى أن تتقدمنا وترمي أسلوبك الماضي وراء قلمك الحاضر, فقد ولد فجر جديد.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 895
القراءات: 933
القراءات: 1024
القراءات: 1112
القراءات: 1153
القراءات: 1049
القراءات: 947
القراءات: 1154
القراءات: 1004
القراءات: 984
القراءات: 1106
القراءات: 1222
القراءات: 1199
القراءات: 1302
القراءات: 1085
القراءات: 1253
القراءات: 1166
القراءات: 1116
القراءات: 1044
القراءات: 1162
القراءات: 1114
القراءات: 1153
القراءات: 1186
القراءات: 1196
القراءات: 1275

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية