تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ياليته لم يهدم ولم يتصدق ?!

ثمَّ إنَّ
الاربعاء 23/8/2006م
أسعد عبود

بسخاء فريد من نوعه أعلن الرئيس بوش أنه سيقدم مساعدة لإعادة إعمار لبنان بمبلغ(230) مليون دولار . لو كنت مكان لبنان لصرخت به:

ردها على جوعتك.. لكنني لست كذلك.. ولايمكن لأي كان أن يحل محل لبنان. فهو على صغر مساحته ,على الدمار الذي يعيشه ,على الاصوات الموجعة التي تخرج من أفواه الفاسدين.. هو الصورة العربية الجديدة.. هو الوطن العربي,رغم أنف الذين كرهوا إلى حد الابتذال هذه الكلمة.. في لبنان يصنع العربي دائماً ,كلمة عربية تتحدى الوجود الكاره للعروبة فيه.. لماذا..?!‏

أنا شخصياً أصدق مقتنعاً أنها الديموقراطية.. فحيث يستطيع العربي أن يقول ويفعل تكون العروبة لابد منتصرة. وها هو لبنان الصغير في مساحته العظيم في أهميته ورايته يقول: أول كلمة واعظم كلمة للعرب في عصرهم الحديث.. إنه يربك إسرائيل التي توجتها الحروب العربية والتخاذل العربي كدولة عظمى بجيش لايقهر, ويربك الأنظمة العربية بإظهار تخاذلها.. فتضطر هذه الأنظمة على استحياء خجول-مثلاً- أن توجه تحية للمقاومة اللبنانية من القاهرة.. بعد أن رفضتها بكل صفاقة في بيروت.‏

أعود إلى هدية الرئيس بوش إلى لبنان.. فرغم حلاوة النصر تبدو مثل هذه الهدايا أشبه برش السكر القذر على الجراح الطاهرة.. طبعاً لست بصدد تقييم المبلغ وأهميته القزمة في بلد لايمكن أن تحدد خسائره حتى الآن.. خسائر البشر.. خسائر التدمير في المساكن والبنية التحتية وخسائر التعطل الاقتصادي لاسيما الموسم السياحي.. أمام هذه الخسائر تتقزم الهدية الامريكية إلى حدود المسخرة.. لكن.. ليس هذا موضوعي.. بل هو ما أخال أن كل قارىء فهمه من العنوان.. إذ كان بإمكان السيد بوش أن يوافق على وقف إطلاق النار من الأسبوع الأول للحرب, ولو فعل , لكان جنب لبنان خسارة آلاف البشر ومليارات الدولارات ,ووفر على نفسه هديته القيّمة تلك.. أو كان بإمكانه أن يتوقف عن شحن الأسلحة لاسيما منها القنابل الغبية مثل مرسلها.. لكان وفر على لبنان ما أوردته ووفر ثمن قنابله الغبية ووفر على بريطانيا حالة الحرج المصطنع في السماح بنقل تلك القنابل عبر أراضيها.. مؤكدة مرة أخرى.. أنه كلما شدت الشدائد تكون في الصف المعادي للعرب.‏

هدية بوش للبنان جديرة فعلاً بالرفض.. بل أقول بصدق أنه من المعيب على كل عربي قبول مثل هذه الهدية المساعدة السخيفة بمعناها القذر..‏

يمكن للعرب بإمكاناتهم أن يعمروا أكثر من لبنان.. وكنا نسمع تعليقات سخيفة على إرادة حزب الله في الاعمار.. إنه النموذج الوطني النظيف الذي يعمر للإعمار وخدمة الناس فقط.. وليس لإنشاء (سولدير) أخرى أو لإغراق لبنان بعشرات مليارات الدولارات من الديون .‏

كل العرب يستطيعون أن يساهموا.. وكل العرب يستطيعون حتى أن يدعموا خطة و مهمة حزب الله في الاعمار إن كانوا يخشون كون أمواله إيرانية?! فليعربوها إذن.. طبعاً أنا لست ساذجاً.. واعرف جيداً أنهم لايجرؤون على ذلك.. فسيد البيت الابيض لن يقبل ولابرغيف خبز يقدم لحزب الله.‏

مع ذلك.. كل العرب مدعوون للمساهمة في إعادة إعمار لبنان ..ويجب أن تكون عملية منظمة بحيث تذهب الاموال للإعمار فوراً ليس عبر جيوب الذين لاتمتلىء جيوبهم أبداً..‏

سورية أيضاً وفي مقدمة العرب تستطيع أن تساهم مساهمات فعالة -وقد ساهمت- مستفيدة من التجاور..تستطيع أن تبني مباشرة وتعيد إعمار بنى تحتية دمرت مجاورة لها.. أتراهم يقبلون بذلك?! أم أنهم منشغلون بكيفية مراقبة الحدود مع سورية كي لايمر ولاكيس إسمنت ولاتنكة مازوت ولاكيلو وات ساعي من الكهرباء.. فمن يدري لعل فيها كلها تحد للسيادة.. أو أسلحة إرهاب.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 22/08/2006 23:53

لاأستبعد أن ينحني السنيورة أمام قامة بوش الكاذبة ويشكره عميق الشكر على مكرمتيه للبنان : التدمير الوحشي والتبرع الزائف, فالتدمير الأمريكي المتصهين للبناننا الجميل يعني بزنس جديد وكبير وعريض وواسع للسنيورة فهو رجل أعمال أولا وآخرا, وكل عمله بالسياسة من أجل التكسب والمنفعة في إقتصاد الحرامية, والتبرع الزائف هو هوس العرب المتأمركين لحد التصهين, فيبيعون أارض الشرق لقاء حفنة دولارات من الغرب, فالدولار معبود شخصي قبل الله لهذه الحفنة العربية الفاسدة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية