الذي جعلنا نؤكد هذا الموضوع هو أن مساحات واسعة في المناطق الجبلية تحولت إلى غابات من الأشجار المثمرة وخصوصا انتشار شجرة الزيتون , إضافة إلى الأشجار المثمرة الأخرى , كالتفاح والكرمة وغيرها , بالتأكيد هذه الزيادة الملحوظة بعدد الأشجار لايمكن للوسائل القديمة أن تجدي معها , مايتطلب التوسع بالطرق الزراعية في هذه الجبال والوديان والتي أضحت ملأى وغنية بالأشجار بمختلف أنواعها .
إن الوصول إلى الصيغة المعقولة في هذا الإطار يفترض أن يعتمد على وضع تصورات ودراسات متكاملة عبر الجهات المعنية بكل بلدة , لإيجاد حلول تكون الأقرب إلى الواقع وتؤدي الغرض المطلوب , وإيجاد شبكة طرق زراعية تستطيع الآليات الزراعية المتطورة من الوصول إلى هذه الأراضي من أجل حراثتها ونقل الإنتاج وتسويقه أو وصول فرق الإطفاء في حال نشوب حرائق ورغم الاهتمام الذي يتعاظم من خلال شق الطرق الزراعية توجد مناطق كثيرة في أريافنا تفتقر إلى هذه الطرق , وفي الكثير من هذه المناطق يتم نقل الإنتاج بطرق بدائية لايتناسب مع التطور الحاصل في ميدان الزراعة .
يجب دراسة هذه المناطق وتحديد مسارات الطرق الزراعية التي تقدم الفائدة للغالبية العظمى والالتزام بها من قبل الجميع , يفترض أن يكون ذلك طوعيا وفي حال التعدي عليها يجب أن يعتبر ذلك نوعا من المخالفة , وطبعا هذا الأمر يتم من خلال خلق حالة الوعي لدى المزارع وتوضيح أهمية هذه الطرق التي تساعده على نقل محصوله بطرق سريعة وحديثة وتسهل عليه الإشراف على أرضه وتخديمها بالشكل الأفضل , هذه المناطق الجبلية يصعب التعامل معها إذا ما حدث حريق ما , وهذا ما حصل سابقا ويمكن أن يحصل مستقبلا , فالحرائق التي تقع في الغابات على قلتها تلتهم أشجار الزيتون التي لايوجد بها طرقات تسمح بدخول الآليات لمواجهة مثل هذه الإشكاليات في حال حدوثها .