ونشير الى ما أشار إليه رئيس المجلس وهو يدعو الاعضاء الى ضرورة عدم التوسط لاشخاص يريدون التنقل كل يوم في وظيفة, هذه الوظيفة التي ينتظرها الكثير الكثير من ابناء الوطن... والعامل عندما يحترم عمله إنما يحترم الدولة التي تؤمن له الرزق كي يعتاش هو وأفراد اسرته...
ونذكر هنا ان اساس الاصلاح الاداري , والقضاء على الفساد بكل اشكاله وانواعه انما ينطلق من احترام العمل, وان يقبل العامل بما تقدمه له الدولة من اجر, والا يفكر بأن هذا الاجر لايكفيه الامر الذي يدفعه لارتكاب الخطأ ويمد يده الى المال العام, او الى جيوب الناس الذين يرتادون مكان عمله ويأخذ في ابتزازهم , وان الدفاع عن مثل هؤلاء الفاسدين امر غير مقبول, وخطير , لأن من يقف وراء الفاسد هو فاسد, ومن يقف وراء المرتشي هو مرتش...ويجب ألا ننسى ان العقد أي عقد هو شريعة المتعاقدين.
ولايظن احد(حالة) الفساد المنتشرة في بعض مفاصل الدولة انها ستستمر , لأن طريق الخطأ قصير , ونتائجه لاتحمد عقباها...
ان ما طرح حول قضية العمل واحترامه تحت قبة مجلس الشعب, وما اشار اليه رئيس المجلس يثلج الصدور النقية التي لايعرف الخطأ مكاناً له فيها... ويكفي ان نقول ان رئيس المجلس قد دعا الاعضاء في ان لايكونوا سبباً في حدوث اي خلل اداري عندما يطلبون وضع اشخاص في أماكن ادارية مع العلم بأن وظائفهم لا تؤهلهم ان يكونوا في هذه الاماكن, هذا بالاضافة الى عدم الدفاع عن قضية تم الاتفاق عليها....
ان ما طرح في مجلس الشعب حول موضوع العمل واحترامه انمايشكل اساساً لضبط سلوكية الكثيرين الذين لايحترمون عملهم, بل على العكس يجدون فيه مكانا لعلاقاتهم العامة, دون ان يفيدوا الدولة بفلس واحد, متناسين ان اعداد العاطلين عن العمل هي في تزايد مستمر, وهذا ايضاً يطرح ضرورة الاسراع في النظر بقانون التقاعد المبكر الذي يحل اشكالات كثيرة للعاطلين عن العمل, وإننا إذ نثمن موقف مجلس الشعب ورئيسه عندما يناقشون مثل هكذا مسألة ويضعون حداً للبعض الذي يحاول التدخل في اوضاع ممن لايستحقون هذا التدخل تحت مسميات متعددة احدها ان المتدخل عضو مجلس الشعب ويحق له مراجعة أي مسؤول وتقديم الطلب الذي يشاء لهذا المسؤول..
العمل قيمة الانسان ويجب علينا جميعاً احترامه مهما كان نوع هذا العمل الذي يمثل شرفه طالما انه عمل شريف, بعيد عن الابتزاز والرشوى...
esmal-sy@yahoo.com