العرب وأوروبا ونسبة كبيرة من الأميركيين, أقروا غير مرة, أن سياسة أميركا أكبر مهدد للاستقرار العالمي.. وقبل أسبوع معهد كارينغي الأميركي يقول: ان إدارة بوش أنشأت وضعاً في المنطقة أسوأ بكثير من السابق, وخلفت مشكلات أشد تعقيداً.
وهنا السؤال مجدداً, متى كانت البوارج الأميركية تحقق الاستقرار? وهل ما تفعله إدارة بوش في العراق يوفر الاستقرار للمنطقة?. وهل دعمها وتغطيتها للعدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة ومنع مجلس الأمن من لعب دوره في إدانة اسرائيل ووقف العدوان يوفر الاستقرار? وهل الاستعراض المتواصل للقوة الغاشمة يجلب الطمأنينة لشعوب المنطقة?.
إنها لأضحوكة العصر أن تدعي هذه الادارة اهتمامها بالاستقرار الاقليمي ومشروعها التي تحاول إنقاذه من السقوط يقوم على (الفوضى الخلاقة) وتفتيت المفتت وتقسيم المقسم.
وأيضاً العجب العجاب أن تدعي إدارة بوش التي قوضت الاستقرار العالمي بالحرص على استقرار منطقة أكثر من شعوبها الذين يعانون الويلات جراء آلة القتل الأميركية في فلسطين والعراق.
سواء نسقت أميركا مع أدواتها في المنطقة أو لم تفعل لإرسال المدمرة (كول) فهذه إهانة لكل من يرمي أوراقه في السلة الأميركية.
لم يعد سراً على أحد أن الحديث الأميركي عن الاستقرار الاقليمي يافطة لأمور خطيرة يتم التفكير بها أميركياً واسرائيلياً قد تطيح بالاستقرار الاقليمي.
إن استعراض القوة وإرسال المزيد من المدمرات والبوارج هودليل إفلاس واضح ومؤشر على وصول (الشرق الأوسط الجديد) الى حائط مسدود وأميركا لم تقم بهذا الاجراء لولا وجود أدوات لها في المنطقة تفرط بمصالح شعوبها لتحقيق مصالحها الخاصة والضيقة.
يخطىء من يعتقد أنه بمنأى عن الخطر الأميركي-الاسرائيلي ومن يرى غير ذلك ما عليه إلا العودة قليلاً الى تصريحات إدارة بوش في دورتها الأولى التي لم توفر أحداً حتى أدواتها.
إن التهويل من قدوم البارجة كول هو جزء من هدف إرسالها ولكن لن يغير في مواقف من يواجهون المشروع الأميركي ويعملون لضمان الاستقرار الاقليمي وعلى رأسهم سورية.