تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طوق نجاتكم !!

معاً على الطريق
الاثنين 3/3/2008
خالد الأشهب

كان يمكن لهذا الركن من الصفحة الاخيرة في جريدة الثورة ان يظل على الدوام وكما هو مقرر له, شرفة للحديث عن اي شيء في الثقافة او الاقتصاد او الاجتماع او حتى الخواطر الوجدانية التي يعيشها كل منا يومياً, لكن, ومع كل مايجري حولنا وفي محيطنا, كيف يمكن لأي منا الولوج الى التعامي او اللامبالاة او حتى غض النظر, والذهاب الى الحديث عن اي شيء من هذا القبيل,

فيما الدم الفلسطيني ينهال شلالاً في غزة على مدار الساعة, وفيما المدمرة الاميركية (كوول) ترسو وتتحفز قبالة شواطئنا, كدفعة اولى في حساب يقدر بعض المراقبين انه سيصل قريباً الى تسع مدمرات وحاملات طائرات وفرقاطات, وفيما بعض العرب يغرق حتى اذنيه في جدال البيضة والدجاجة حول القمة العربية?‏

كأنما بعض العرب مااعتادوا ان يجددوا هواءهم كل عام, على الاقل, في موعد ثابت ومحدد, فلا النوافذ المشرعة والابواب المفتوحة من تراثهم, ولا الاجتماع والمكاشفة من خصائصهم. وكأنما بعض العرب إياه لايجد في القمة سوى تشريفات وموائد وثرثرات جانبية.. و(صكوك غفران) يتأبطها, وعلى العرب الآخرين ان يمهروها له بدمائهم, فلا القمة معقد أمل لمئات الملايين منهم, ولا هي بيتهم الذي ينبغي ان يتسابقوا إليه كلما ألمت بهم النوازل والطوالع !‏

لولا فرقة العرب وتحزبهم واعتياد بعضهم الهواء الفاسد, لما كانت غزة تئن دون بلسم, ولما كان دمها ينسفح بكل هذه البرودة والتثاقل الدولي, فلا يجد بان كي مون إلا لوم الفلسطينيين على بخلهم ببذل الدم تحت المقصلة الاسرائيلية, ولاتجد كوندوليزا رايس من يطأطىء الرأس لها وهي تتحدث عن (عذابات) الاسرائيليين, ولما وجد اولمرت في غزة ضحية دم.. يقدمها على مذبح هزيمته في لبنان?‏

ولولا فرقة العرب والهواء الفاسد الذي يلفح انوف بعضهم والعقل, لما كان العراق محتلاً ولما كانت المدمرات وحاملات الطائرات تجوب مياه العرب, تترصد نفطهم كما غرف نومهم ثم تقتل اطفالهم, ولما كان الرئيس بوش يحلف ايماناً مغلظة لشعبه, وليس للعرب, ان لايسحب جندياً واحداً من العراق طالما هو في البيت الابيض?‏

ماكان العرب أحوج الى القمة من حاجتهم اليوم, ولا هم احوج الى الهواء النظيف من حاجتهم اليوم, فمابين العربي والعربي ليس (دبسا وعسل), ولا بين العرب من لايتذوق المرارة والحنظل. ليست القمة جلسة سمر يمكن ان تؤجل, بل هي طوق النجاة لأمة توشك على الغرق?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3121
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية