وأظهرت طبيعة العلاقة التي تربطه بالتنظيمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة ودرجة رهانه عليها ذراعاً عسكرية له لتحقيق أجندته السياسية وغيرها.
إنها مفارقة عجيبة أن يدّعي ما يسمى التحالف الدولي للحرب على الإرهاب أو «داعش» أن هدفه محاربة الإرهاب في سورية والعراق بهدف القضاء عليه وفي الوقت نفسه يعلي الصراخ والسعار الإعلامي ردّاً على قيام جمهورية روسيا الاتحادية باستهداف هذه التنظيمات بشكل فعلي وحاسم ومؤثر عبر القصف الجوي والصاروخي وبالتنسيق مع الجيش العربي السوري وطلب وموافقة حكومة الجمهورية العربية السورية التي أعلنت منذ فترة ليست بالقصيرة وعلى لسان وزير خارجيتها ترحيبها بأي عمل عسكري يستهدف الإرهاب شريطة أن يكون ذلك بموافقتها والتنسيق معها ليكون عملاً شرعياً وذا نتائج عملية على الأرض.
إن الجميع يدرك أن من كَسر ظهر الإرهاب وعموده الفقري هو الجيش العربي السوري ولولا بطولاته وتضحياته الجسيمة لتغيّر المشهد السياسي والجيوبوليتكي في المنطقة ومازالت خرائط وتكرّست أخرى ولأصبحنا أمام نظام إقليمي ودولي مختلف كل الاختلاف عمّا هو قائم وهذه حقيقة لا يستطيع عارف بالحقائق السياسية إنكارها إذا كان موضوعياً وحيادياً في نظرته ولولا تضحيات الجيش والشعب السوري وثبات القيادة السياسية في سورية وتماسك المؤسسات في بلدنا وصبرنا الذي ليس له حدود لما وجدنا كل هذه المواقف الداعمة لنا من الأصدقاء أو الحلفاء لأن تلك المواقف استندت إلى الثقة بشعبنا وجيشنا وقيادتنا والقناعة بأننا ذاهبون إلى الانتصار طال الزمن أم قصر وهذا لا ينكر حقيقة مبدئية مواقف الأصدقاء واستنادها إلى معايير شرعية دولية وارتباطها بمصالح جيوسياسية وأمنية لتلك الدول وهذه مسألة مقبولة في إطار الحسابات السياسية.
إن النتائج العملية والمشجعة للشراكة السورية الروسية في الحرب على الإرهاب تتيح المجال للعديد من الدول التي ترغب حقيقة لا ادّعاء الحرب عليه إمكانية المشاركة في ذلك وثمة مؤشرات حقيقة على ذلك مع أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت بسبب الحملة الإعلامية المركزة والظالمة التي تشنها وسائل الإعلام الغربي وملحقاتها في المنطقة بهدف التأثير في الموقف الروسي الحاسم والواضح في رؤيته وفلسفته للمسألة وهي حملات ليست بالجديدة لأنها كانت أحد أهم أدوات الحرب العدوانية على سورية لا بل إن الإعلام الغربي والخليجي هو من مهّد وسوّق لما سمي كذباً الربيع العربي بهدف خداع وتضليل وإثارة الرأي العام العربي وتحريضه على حكوماته ومؤسساته الوطنية بالدفع بمجاميع الإرهابيين من كل مكان اشتغالاً واستثماراً في العامل الديني والطائفي والمذهبي.
إن النتائج العملية التي تحصل على الأرض من خلال الشراكة السورية الروسية في الحرب على الإرهاب والارتياح الشعبي الواسع لذلك والمفاعيل المعنوية التي يلحظها كل متابع للحدث السوري يعطي الانطباع بأن العد العكسي لبداية النهاية للحرب العدوانية على الشعب السوري قد أصبحت أمراً واقعاً وهو ما يفسر كل هذه الهستيريا الإعلامية والسياسية التي نسمعها والتي دأبت وسائل الإعلام وبعض الساسة في الغرب العزف عليها بهدف إرباك أو عرقلة ما يحصل على الأرض من نتائج عملية ولكن من الواضح للجميع أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح والمخطط له لأننا نحن السوريين وليس غيرنا هو من في الميدان ومن دفع الثمن الباهظ أما معسكر الشر والعدوان ومجاميع المرتزقة والمستثمرين في آلام الشعب السوري فلن يسعفهم عويلهم وتباكيهم وصراخهم وتهديداتهم فهذه أوراق احترقت وأوتار تقطعت وأصبحت حديث ذكريات.
khalaf.almuftah@gmail.com