وأن المعارضين يتوهمون في إمكانية حصول أي تغيير في المواقف السياسية للدول الكبرى التي تدعم وتؤيد الحق السوري في مواجهة الإرهاب.
الرأي الأميركي ليس جديداً وهو ليس الأول الذي يصدر عن أحد مراكز الدراسات الغربية, فقد سبقه الأوروبيون الذين قالوا بخطأ التعامل مع الشأن السوري منذ بداية العدوان الغربي على سورية, وقالوا إن ليس هناك من وجود حقيقي لمعارضة سياسية تمتلك مشروعاً وطنياً للإصلاح يعارض المشروع الوطني,وإنما هناك شخصيات سياسية وإعلامية تحتل منابر إعلامية كبيرة تعادي أصلاً الدولة الوطنية وهم يقومون بتقديم روايات كاذبة ويطالبون بإسقاط الحكومة الوطنية ورحيل الرئيس دون تقديم مشروع سياسي إصلاحي بديلاً وقالوا أيضاً إن المقاتلين ليسوا إلا مجموعات مسلحة جلها من الأغراب يقاتلون تحت رايات الإرهاب , وكان فريق من الاستخبارات الألمانية قد نصح السيدة ميركل رئيسة الوزراء الألمانية بضرورة الإسراع في إعادة فتح سفارة بلادها في دمشق لأنها تخسر الوقت في ظل وجود مجموعات مسلحة تقاتل الحكومة السورية تتراوح نسبة الإرهابيين الأجانب فيها بين 60-90% الأمر الذي يعكس حقيقة الواقع بعيداً عن كل الروايات الإعلامية التي يقدمها السياسيون سواء في الولايات المتحدة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي فضلاً عن أكاذيب حكام كل من تركيا والسعودية ومشيخات الخليج والأردن وغيرها .
وفي مرحلة لاحقة بدا التغير في تصريحات أولئك الساسة الذين اضطروا للقبول بهذا الواقع والاعتراف بضرورة الدخول في عملية سياسية تتشارك فيها الحكومة مع الشخصيات المعارضة المصنعة في أروقة الاستخبارات الغربية وما موافقة سورية على الدخول في مفاوضات والمشاركة في لقاءات إلا تفاوض مع الدول التي تدعم وتحرك تلك الشخصيات وهي تقدمهم كواجهات لها في المنابر الدولية.
ومع دخول العملية العسكرية الروسية أسبوعها الثاني, وبدء الجيش العربي السوري عملية استعادة المناطق التي دخلتها المجموعات الإرهابية بالتنسيق الكامل مع القوات الجوية الروسية, ازداد القلق الأميركي والغربي والتركي والخليجي نظراً للجدية المؤكدة في التعامل مع تلك المجموعات الإرهابية, فموسكو بدأت عمليتها العسكرية مستندة إلى ميثاق الأمم المتحدة والقوانين والاتفاقيات الدولية وضمن التزام بالقانون الدولي, وذلك في إطار تكتيك عسكري يحدد الوجود الفاعل والمؤثر لتنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات الإرهابية كانت نتائجها حاسمة في تدمير معسكراتها ومخازن أسلحتها وعتادها وأفرادها وهو ما يؤكد في أهم النتائج عدم الجدية الأميركية وتحالفها المزعوم في محاربة الإرهاب بعد أكثر من عام وعدة أشهر من عمر ضرباتها الجوية التي لم تؤد إلى تغيير حقيقي في واقع تنظيمي داعش والنصرة, بل وربما كانت النتائج مخالفة للأهداف المعلنة.
والمعتقد أن ما كانت تريده الولايات المتحدة وتحالفها شيء يخالف تماماً ما تم الإعلان عنه فيما أثبت الروس منذ اللحظات الأولى للعملية الجوية في التعامل مع الإرهاب المنتشر على الساحة السورية, الأمر الذي أوقع المتآمرين ومنفذي العدوان في حالة ارتباك كبيرة, فلاهم يستطيعون إيقاف العملية العسكرية الروسية القانونية, ولا هم يقبلون بنتائجها التي تشير إلى إمكانية الانتهاء من الوجود الإرهابي خلال أسبايع أو أشهر معدودة وليس عشر أو عشرين سنة كما ذهب الأميركيون في مشروعهم ضد داعش.
إنما الرؤية الخاطئة التي يتبناها الغرب وأميركا في تعاملهم مع سورية وشعبها وجيشها وقيادتها فكل بنائهم وتخطيطاتهم وعملياتهم ذهبت سدى, وكل مشاريعهم الكبرى سقطت فقد أشاعوا القتل والإرهاب والتدمير ولم يجنوا غير الخسران.