عام مضى وعام جديد وبداية تلوح في الأفق تحمل في طياتها لنا الكثير، ولكنه في عالم المجهول حيث يتكشف لنا يوما بعد يوم وفق رؤى نضعها لتتجسم وتتكامل مع ما تم، وهذا الأمر يقاس على الأفراد والمؤسسات والشركات والجهات المعنية بتنفيذ الخطط والقرارات وتحويلها الى واقع ملموس، وكيفية التخطيط للتدابير التي من الممكن القيام بها لانهاء حالات الخلل ان وجدت من خلال لحظها في خطة العام القادم، وهذا الأمر طبيعي، فميلاد عام جديد هو بداية ورقة بيضاء علينا ان ندقق في الكلمات والأسطر التي ستشكل بالمحصلة معطيات تتجاوز ثغرات الأعوام المنصرمة.
قبل نهاية كل عام يروج عمل العرافين والمتنبئين ممن يدعون الالمام بمصير العالم والأفراد ويكثر الحديث عن أحداث كبيرة سوف تحدث، وتنقسم آراء الناس حول التنجيم ومدى المصداقية، ويبقى الأمل المحرك لتحقيق ما نطمح اليه وهو مقرون بالجهد والعمل.
التفاؤل والتشاؤم مسألة نسبية وتلك حالة مرهونة بالوضع النفسي الذي يحيط بنا وكل منا يحمل في داخله أمنيات وأحلام للعام الجديد، يحاول ان يجد الوسائل لتحقيقها قدر المستطاع وهذا يعود للمصداقية أمام ذاتنا ومعرفة أماكن أخطائنا وايجاد الطريقة العملية للوصول الى ما نريده بعيدا عن الأحلام التي تبتعد عن الواقع ومعطياته.
أشياء كثيرة من حولنا تتبدل وتتغير وتتلون، وهذه حالة طبيعية ناجمة عن التراكم المعرفي والنضج وطريقة التفكير وعامل الزمن وما يحمله في طياته من حضارة تأتي كل يوم بالجديد وعلى جميع الأصعدة، كل ما ذكرناه يشكل أساساً وربما بداية لظهور مفاهيم وقناعات جديدة ان كان على النطاق الاجتماعي أم الاقتصادي تترجم فيما بعد بشكل أو بآخر الى لغة قانونية تتناسب مع الواقع المعيشي وتبعاً للظروف .