| للعامة فقط! رؤيـــــــة فكان ردهم هذا «ساحقا» على الإيطالية أوريانا فالاشي صاحبة ( الغضب والكبرياء ) و (قوة العقل ) التي ترى في الإسلام تهديداً لحضارة أوربا – وأنا لست هنا بصدد الدفاع عنه - «نحن أمة لا تقرأ» تكاد تصبح مسلّمة, نواجهها بالنواح, وكثير ممن يقرأ لا يأتي القراءة كفعل مواجهة ومعرفة, كما دعت إليه الإيرانية «أذر نفيسي» في كتابها المترجم حديثاً إلى العربية ( قراءة لوليتا في طهران ) ولهذا- ربما - صادرت « سارية السواس» وأخواتها ساحة الفعل الثقافي الأوسع انتشاراً! منذ القديم وفي بلاط الملوك والأمراء, وفي مجالس المفكرين والعلماء, نشأت طبقتان لتلقي المعرفة: الخاصة والعامة, ورغم البون الشاسع بين الغزالي وابن رشد, فقد اتفقا على أهمية عدم المساس بعقائد العامة ولهذا ربما تبقى العامة تدور في فلك اليومي وجزئياته, ثم نستغرب: كيف لا ننتج ثقافة تنويرية, ولا ننجز أفعالاً تحط رحالها في المستقبل؟! يعرّف بعض المثقفين التنوير بأنه تحرير العقل من كل السلطات, ليس بمواجهتها بالضرورة, بل بتحجيم تأثيرها – وفقاً لنصر حامد أبو زيد - ويقولون: إن المال العربي ليس نتاج العمل, بل نتاج النفط والسمسرة! فهل يستغرب أحدنا إذاً كل ما يحاك حولنا وضدنا ليس من الخارج فقط, بل ومن الداخل أيضاً؟ هل يعتقد بعضكم أن العرب هم اللاعب الفاعل في التطرف الإسلامي؟ لم يكن بعضهم «المتطرفون» سوى بيادق تحركها أيادٍ في الخارج والداخل! suzani@aloola.sy
|
|