المشكلة الفنية لاتعاني منها فقط البرامج الترفيهية بل مختلف انواع البرامج التلفزيونية عموما..اذ إن اللغة الفنية الفضائية ورغم اقترابنا من العقدين على البث الفضائي ...لاتزال قاصرة...
التطور التكنولوجي المتسارع تستفيد منه شكليا...أو في تحسين تقنية البث لتصبح عالية الجودة التي تعطينا صورة توضح أدق التفاصيل ..او تقنية ثلاثية الابعاد التي تجعلك وكأنك تعيش ضمن الحدث...
كلها تقنيات استفادت السينما منها لتنصهر مختلف هذه التطورات التقنية في بوتقة سينمائية...تتمازج فيها وتمتص كل ما هو ملائم لأشكال التعبير السينمائي...الامر الذي أعطى السينما أبعادا تجريبية فنية اغنت تلك الفكرية..حيث بدا انفتاحها ليس على مختلف الفنون فحسب كما كانت تفعل سابقا ..بل على مختلف التطورات التكنولوجية لكنه انفتاح على العكس من التلفزيون.. هنا جاء لتعميق مقولاتها وتجديد أدواتها ..ومناصرة قضايا انسانية رفيعة بفنية وابداع فريد...لقد تحولت لغتها السينمائية الفنية بفضل كل هذا التقدم لتعطي دلالات عميقة وتصيغ خطاباتها الفكرية بما يجذب متلقي بات هاجسه هذا التطور التكنولوجي المتلاحق...
التلفزيون الذي استفاد من التقنيات لكن لخدمة قضايا شكلية...لايمكن للمتلقي أن يشعر بجاذبيتها بسبب المادة السطحية التي تقدمها الوجبات التلفزيونية السريعة..في سوق بات هاجسه الوحيد النجاح في سوق لايهتم بمضمون مادته...
التطور التكنولوجي لم يستطع ان يتحول في التلفزيون ليصبح أحد العناصر المساهمة في تقديم حامل معرفي ..بل ساهم في تجريد التلفزيون من معانيه من خلال الاتكاء عليها.
soadzz@yahoo.com