تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أعيادنـــــا

من داخل الهامش
الأربعاء 4-4-2012
ديب علي حسن

بلاد الشام، سورية، دمشق، جلق، قاسيون، الغوطة، ميسلون، أي بقعة من أرضنا هي دمشق، ودمشق هي كل سورية، هنا الجزء كل، و الكل يمثل الجزء، ولامناص من أن يكون الأمر كذلك..

دمشق عاصمة الأبدية الأولى، عاصمة الشوق الأول، الحرف الأول.. هنا نمشي إلى غدنا واثقين كما قال محمود درويش وإن كنا نثق بالشمس في غدنا لا أمسنا كما زعم، و لا أدري ماذا يقصد شاعرنا بقوله واثقين بالشمس في أمسنا... وهل من أحد أصبح في يوم ثان ولم يثق بشمس أمسه..؟!‏

دمشق شمس غده ساطعة دافئة، واعدة بألف بستان من زهر اللوز والتفاح و الخوخ والمشمش، ربيع من دم شهدائنا، أبطالنا، من دموع أمهاتنا من نسيج وحدتنا الوطنية.. نحن الربيع الحقيقي وربيع العرب و ربيع العطاء وجلاء الفرنسي عن أرضنا، عن طهرها كان ربيعاً وما كان ليتحقق لولا الدماء الطهر التي روت أرض سورية.. لا نحتفي بالجلاء اليوم أبداً لأننا نعيشه كل ساعة دفاعاً و تضحية و عملاً.. ولا هذه المساحة مخصصة له الآن، بل هي لربيع طبيعي حضاري، إنساني تفاعلي نلمسه أينما يممنا وجوهنا.. إرادة الحياة لاتقهر سفوح قاسيون، متنزهات الغوطة، ضفاف بردى.. حدائق ورياض الحياة، أقانيم حياة و إبداع تقول لك أنت هنا في سورية، أنت مع ربيع يعطر الدنيا و يثمر لوزاً و خوخاً..‏

أيها السوريون.. أنتم الأروع، أنتم الأنقى، أنتم صوت الحق.. وأنتم بأعياد الربيع وبالربيع قد تم للعالم معنى الاحتفاء بمهرجان الطبيعة.. أعياد الربيع هي للحياة للاحتفاء بالانسان، بالحق بالجمال، بالألفة، بالعمل بالوعد.. ابحثوا في جذور الأعياد، في معاني الفرح تجدوا أنها هدية سورية للعالم.. بدءاً من فجر التاريخ الأول، ومن جماليات الأسطورة.. من هنا كان الربيع الحقيقي، ربيع الإبداع، ربيع الانسان حاولوا أن يسلبوه معناه، أن يغردوا به خارج معاني الحياة والجمال لكنهم أخفقوا، دمشق ربيعك أعاد للعالم توازنه وجماله، أطفالنا في مدارسهم، في أراجيحهم، فلاحونا من حقولهم.. كل حيث يجب أن يكون عملا و عطاء، هو الربيع المحروس بزنود حماة الوطن.. أعياد ربيع الحياة هدية سورية للعالم، وسنبقى كذلك..‏

dhasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 841
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 855
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 724
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 811
القراءات: 777
القراءات: 802
القراءات: 721
القراءات: 768

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية