تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصيدة اللون..

من داخل الهامش
الأثنين 3-9-2012
ديب علي حسن

لنعترف أولاً أن الإبداع في مختلف ألوانه وأشكاله ليس بخير أبداً، ويمر بأسوأ مراحله إنتاجاً واستقبالاً، ماعدا الدراما التي وظفت باتجاهات أخرى.

والفن التشكيلي ليس خارج السرب أبداً، وربما يكون آخر اهتمامات المتلقين للإبداع، فلم نشكل بعد ثقافةتعنى بنتاج هذا اللون من الإبداع.‏

ربما قلة هم الذين يتابعون نتاج هذا الفنان أو ذاك ويسألون بإلحاح عن جديده، عن معارضه.. لكن لابد من الإشارة إلى أن انتشار صالات الفن التشكيلي في دمشق والاستثمار في هذا المجال بغض النظر عن كونه جانباً ربحياً وهذا حقهم- هذا الاتجاه شجع الفنانين السوريين وأعطاهم دفعاً كبيراً، وربما كانت علاقات بعض الصالات مع دور عرض عالمية ولاسيما في الخليج طريقاً للتحفيز المادي، وإن أثرت بشكل عام على السوية الفنية ولاسيما إننا سمعنا أن بعض الصالات وقعت منذ زمن عقود احتكار مع فنانين شباب يعملون لصالحها، ويتم تصدير نتاجهم الفني إلى دول الخليج العربي.‏

على كل حال كما هجر الكتاب منازلنا ومدارسنا ومكاتبنا، فعلت اللوحة، هجرناها ألقينا بها خارجاً فلم يعد يهّم أن تسأل عن عنوان جديد تدخله مكتبتك المنزلية أو المدرسيةولم تعد(صالونات) الأثرياء تطالعك بلوحة تحمل توقيع هذا الفنان أو ذاك، حلت مكانها أشياء أخرى، ولم تعد الذائقة الجمالية قادرة على التمييز بين الرديء أو الجيد...‏

وقد انعكس ذلك على اللوحة نفسها، فلم تعد تسمع بفنان أنجز لوحة واحدة خلال عام، وأحدثت تحولاً كبيراً في التجربة الإبداعية، بل كما الشعراء ينجزون كل عام عشرات المجموعات كذلك هؤلاء الفنانون ينجزون خلال عام مئات اللوحات غزارة إنتاج تعوض القدرة على إحداث اختراق في التجربة.‏

ومسألة أخرى لابد من الوقوف عندها ألا وهي مسألة اقتناء وزارة الثقافة لبعض أعمال المبدعين.. ربما كان ذلك صحيحاً في مرحلة من المراحل ولكنه الآن ليس مقبولاً أبداً، إذ من الواجب إن تمد يد العون والمساعدة بشكل غير مباشر، دعم مادي، تهيئة الأماكن لإقامة المعارض، أما أن تشتري لوحاتهم لتكدس في الأقبية، أو لتخزن فهذا يعني أمراً واحداً أن الفنان قد قبض ثمن اللوحة وألقى بها في غياهب النسيان..‏

فنانونا التشكيليون فيهم من وصل ذروة العالمية، ولوحاتهم قصائد لون وإبداع لهم التحية والتقدير.. وعطاؤهم مستمر وفي الطريق إلى الذروة يسقط الدخيل ويبقى الأصيل المبدع..‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 787
القراءات: 788
القراءات: 823
القراءات: 703
القراءات: 727
القراءات: 812
القراءات: 874
القراءات: 819
القراءات: 684
القراءات: 910
القراءات: 789
القراءات: 763
القراءات: 749
القراءات: 769
القراءات: 750
القراءات: 704
القراءات: 870
القراءات: 726
القراءات: 798
القراءات: 772
القراءات: 842
القراءات: 816
القراءات: 835
القراءات: 751
القراءات: 806

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية