كنتم تعرفون أن ثمة يداً تنقلكم من مربع إلى مربع فوق رقعة شطرنج, وكنتم راضون , بل مدافعون أشداء عن اليد وخيوطها الممدودة إلى ماوراء البحار , لكنكم بالأمس فقط أدركتم أنكم بيادق .. مجرد بيادق, وبالأمس فقط لفظتكم اليد المحركة فجأة خارج الرقعة .. فانقلبتم وانقلبت عليكم ألعابكم وبهلوانياتكم, وادركتم متأخرين .. ورب ضارة نافعة .. أن اللـه حق , وأن النار التي اشعلتها إسرائيل في غزة وصلت أطراف ثوبكم .. بل صدره والظهر والردنين !!
«إسرائيل شربت من خمرة القوة والعنف» ؟
هذه نعرفها , فلا تخبرونا بمحتويات أرشيفنا .. ونعرف كم شربت إسرائيل من هذه الخمرة طيلة ستين عاماً من الصراع, لكننا لا نزال نتساءل بحرقة وألم .. من أي خمرة شربتم أنتم ؟
اثنان وعشـرون يوماً ومقترحات اسرائيلية غادية, وأخرى فلسطينية آتية, فيما قطاع غزة بمدنه وقراه ومخيماته يحترق وتحترق معه قلوب ثلاثمئة مليون من العرب ومثلهم وأكثر من العالم, والوسيط الذي شرب المقلب وتوهم أنه وسيط حقيقي.. سقط فيما حفر بيديه أو في ماحفروا له ولشقيقه ولوساطته , خذلوه, تجاوزوه .. ثم رموه خارج الرقعة !