| على من يكذب أولمرت..؟ أخبار وكذب أولمرت تكشفه الوقائع الميدانية على الأرض مقارنة بالأهداف التي أعلنها للحرب منذ لحظتها الأولى. فمع بدء الهجوم الغادر على غزة تحدث أولمرت عن أن الهدف المحوري للحرب هو تغيير الواقع السياسي في قطاع غزة بتوجيه ضربة قاصمة لحماس وتدمير بناها التحتية ووقف اطلاق الصواريخ واستعادة الهيبة المفقودة للردع الإسرائيلي بعد هزيمة تموز على أيدي المقاومة اللبنانية. أين هذه الأهداف من نتائج الحرب..؟ الواقع السياسي في غزة بقي كما هو بصمود المقاومة وبقاء حكومة حماس حكومة شرعية في القطاع.. والبنى التحتية للمقاومة بما هي الإنسان المقاوم وسلاحه الظافر ظلت موجودة في الميدان تقاتل وتضرب العدو وتمنع جيشه من التجرؤ على الاقتراب منها والالتحام معها في مواقع تموضعها وانتشارها.. واستعادة هيبة الردع الإسرائيلي المرتبطة بوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية بقيت هدفاً عصياً ومستحيلاً بدليل أن المقاومة واصلت إطلاق صواريخها حتى أثناء إلقاء أولمرت لخطابه وفي الفترة التالية له. وفي معادلة النصر والهزيمة استناداً لنتائج الحرب على الميدان, فإن فشل إسرائيل في تحقيق أي من هذه الأهداف يعني أن المقاومة هي التي انتصرت بجلاء وأن إسرائيل هي التي خسرت ليسجل أولمرت إخفاقاً ثانياً أمام المقاومة بعد إخفاقه الأول في حرب تموز, وليتكشف عن أن حديثه عن تحقيق أهداف الحرب مجرد أكاذيب فاضحة إلا إذا كان يقصد بذلك المحرقة الدموية بحق المدنيين, وهذه لن يطول الوقت حتى يلاحق هو وشركاؤه السياسيون والعسكريون وجيشه الغاصب كمجرمي حرب على ارتكابها في انتهاك صارخ للقوانين الدولية وأعراف الحرب وحقوق الإنسان.
|
|