وقد أظهر التصعيد الهستيري المنظم لما يسمى فريق السلطة , الفاقدة للشرعية القانونية والدستورية سواء بالخطاب السياسي, أم باللجوء مجدداًَ إلى منطق الشارع والاستفزاز والابتزاز الميليشيوي و قطع الطرقات : أن الأمور لا تتجه إلى الحلحلة والهدوء و الاستقرار , و المعالجة للمشكلات و المسائل العالقة مثار الخلاف وفق قاعدة ( لا غالب و لا مغلوب ) و على أساس التوافق و المشاركة في بناء البلد بصيغة الطائف , بل يدفع بالأوضاع نحو المزيد من التأزيم و التعقيد و الانفجار , بإدارة و أوامر عمليات تتولاها واشنطن و باريس تجري في العلن ووضح النهار .
وهذا يعني باختصار أن المتضرر من الحوار و من الحل و من التعايش , وهو طرف اعتاد التعيش على الفوضى و الدم , وعُرف بارتهانه للخارج و ارتباطه بمخططات سبق للبنانيين أن خبروها,و تلمسوا تداعياتها و دفعوا أثمانها باهظة حروباً عبثية مدمرة لسنوات في الداخل واعتداءات همجية و اجتياحات إسرائيلية مغطاة أمريكياً و أطلسياً , لم يجدوا في مواجهتها من معين و منقذ غير سورية , ما زال يراهن على الفتنة و إحراق البلد و الاستقواء بالخارج , لأخذ لبنان و تركيعه و سلخه عن جلده و انتمائه العربي, و تحويله إلى رأس حربة للمشروع الأمريكي - الصهيوني, وبوابة عبور له يمكن أن تغطي هزائمه , وتعوض انتكاساته المتلاحقة في العراق و فلسطين و أفغانستان , وفي المواجهة القائمة مع المشروع المقاوم .
و المنطق يقول : بأنه يجب ألا يسمح لهؤلاء السماسرة و تجار السياسة , المتعيشين على الفوضى و الحروب و المتاجرة بالدم , بالتمادي أكثر و االتوغل في مشروع التدمير و التدويل و التهويد و إثارة الفتن , و ينبغي تعريتهم و لفظهم بل و محاسبتهم على كل ما ارتكبوه بحق لبنان و بحق أبنائه و مقاومته الوطنية , تلك التي تجهد إسرائيل و من خلفها الحليف الأمريكي لتجريدها من سلاحها و سرقة انتصارها , وبالتالي جعل لبنان مكشوفاً أمام العدوان , و مفتوح الساحة على كل أشكال التآمر والتدخل و الاستباحة الأجنبية .
وهي دون أدنى شك مسؤولية الشعب اللبناني بكل فئاته و قواه الوطنية الشريفة و المخلصة ,التي تقع على عاتقها في المقام الأول مهمة : التصويب و التصحيح و التصدي لمحاولات سوق البلد إلى مقصلة الإعدام و النحر, تلك التي لم تستطع غطرسة القوة العسكرية الأمريكية - الصهيونية و آلتها الحربية المجرمة أن تحققها و يريد العملاء الجدد - أمراء الحرب أصحاب الدكاكين السياسية و المنطق الميليشيوي , أن يقدموها بأقذر الطرق وأبخس الأثمان.. ?!