وقبل أن يبتعد صاح به الشيخ يستوقفه وقال له: نشدتك الله ألا تبوح بما جرى بيننا حتى إذا لقي واحد مثلي رجلا ملهوفا في مكان مثل هذا المكان امتنع عن إغاثته مخافة أن يكون قاطع طريق, وتقول الرواية إن قاطع الطريق عاد إلى الشيخ وقدم له فرسه وبندقيته ووعده أن يتوب.
وتقول ألسنة الناس عن آخر جريمة: استوقف أحدهم سيارة صاحبها شاب ماضٍ إلى عمله وما إن ركب إلى جانبه حتى أشهر عليه السلاح واقتاده إلى مكان منعزل, أرداه قتيلا ووضع جثته في كيس ألقاه على حاشية إحدى المزارع لكنه لم يجد مع القتيل سوى مبلغ زهيد وهاتف جوال دسهما في جيبه وهرب بالسيارة فأزال لوحاتها وركنها على أطراف إحدى القرى وغطاها(بشادر) وباع الهاتف الجوال بلا شريحة إلى أحد المحلات فباعه المحل إلى زبون وباعه الزبون إلى آخر, وبعد حوالي الشهر من التعقب استطاع رجال الأمن الجنائي بالتعاون مع أمن الاتصالات معرفة مكان الهاتف ومن هذا الخيط ألقي القبض على القاتل.
ويقول أحد بائعي الصحف إن مواضيع الجريمة هي من أولويات اهتمام القراء ومردها إلى حرص الناس على الطمأنينة والأمان فيبدو رجال الأمن في عيونهم (هاهنا) أبطالا وهم يعرضون أنفسهم للخطر ويكتشفون أكثر الجرائم تعقيداً.
وتقول الاحصاءات: إن أهم سببين للجريمة: هما النساء والمال, وأول مجرم في التاريخ هو قابيل بن آدم الذي قتل أخاه هابيل بسبب امرأة, أما الشاعر الإغريقي هسيودوس الذي ظلمه أخوه واستأثر بتركة أبيه(عاش في أواخر القرن الثامن الميلادي) فكان له أسلوب آخر وهو أنه وقف شعره على الدعوة إلى الإخاء والإنسانية.
ويقول المتنبي في (شعب بوان) وهو مكان رائع الجمال في بلاد فارس:
أبوكم آدم سنّ المعاصي
وعلمكم مفارقة الجنان.
ويقول في قصيدة أخرى:
كلما أنبت الزمان قناة
ركب المرء في القناة سنانا.
بمعنى أن الجريمة هي من طبيعة الإنسان, ويقول أديب اسحق على أثر نكبة فلسطين مندداً بازدواجية المعايير عند الغرب:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر.
ويقول التاريخ إن أهم الطغاة المبيرين(قتلة الشعوب) على مر الزمن هم: النمرود, شمشون, نيرون, هولاكو, جنكيز خان, نابليون, هتلر, روزفلت, جونسون, نيكسون, ريغان سلوبوفان, ميسولوفيتش, وأخيراً بوش الأب, وبوش الابن وتابعه توني بلير.
anhijazi@Gmail.com