التي لم تعرف لعقود بعد سبلاً للحل , وباتت تشكل استعصاءات في وجه سلام واستقرار وتقدم البشرية , ومشكلات تستنزف جهدها وثرواتها لمصلحة قوة مؤثرة بعينها , ونظام دولي متوحش يقاد برأس واحدة , ويحاول أن يفرض ثقافته وهيمنته الكونية .
وإذا كان مجرد الذكر والتعداد لهذه الأزمات , بشقيها القديم والمستجد , وقوسها الواسع الامتداد والتنوع , يثير الشجون ويفتح الأبواب أمام تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة , حول وجود ودور المنظمة الدولية بمؤسساتها المختلفة , وجدواها في أن تكون ضمانة أمان وسلام واستقرار فعلية لهذا العالم المضطرب وحامية للمستضعفين فيه , فإن القول : بأن الصراع في هذه المنطقة يبقى المسألة الأكثر أهمية وتعقيداً, والتحدي الأشد خطورة وحاجة للمعالجة , نزعاً لفتائل التفجير بعدما تمادت إسرائيل في غيها , وأفلحت في الهروب والتمرد على الإرادة الدولية وقرارات شرعيتها , وذهبت بعيداً في اعتداءاتها وجرميتها .
وهذا ما كان ليتم لولا الدعم الأمريكي والغربي الظالم , ولولا التعطيل المتعمد والمتواصل لعمل المؤسسة الدولية والتهميش والمصادرة لدورها , ومحاولات إبقائها شاهدة زور , وتحويلها إلى مكاتب لخدمة الاستراتيجية الأمريكية وأطماعها وأطماع حلفائها .
رغم ذلك ما زالت ثقتنا بالمنظمة الدولية قائمة وقوية , وآمالنا كبيرة في أن تحقق النهوض المطلوب , وتتحرر من ربقة الضغوط وإسار ( الفيتو ) وتمارس بفاعلية وحزم دورها المنتظر على الساحة العالمية.