مع أن داعش نبش ونسف آلاف المساجد والكنائس والأضرحة حتى الآن , أما قائد المايسترو باراك أوباما وتابعه كيري ومثلهما نظيراهما في بريطانيا, فيريان في داعش تهديداً للأمن القومي الأميركي, ويفكران بجدية بالغة في كيفية مواجهة هذا التنظيم فوراً, فلا يستبعدان خياراً واحداً في بداية تمدد داعش في العراق إلى أن يختارا تزويد الحكومة العراقية ببضع عشرات من المستشارين .. ولا أحد يعرف حول ماذا سوف يستشار المستشارون ... رغم أن تعداد الأميركيين في سفارتهم ببغداد يبلغ خمسة آلاف خبير ومستشار فقط !!
كل هؤلاء يرفضون داعش ويتنكرون له ومنه , وكلهم يبحثون ويجدون البحث عن طرائق لقتاله وهزيمته .. وخياراتهم المعلنة في ذلك واسعة واسعة إلى حد أنهم جمعاَ وفرادى لم يقدموا حتى الآن على خيار واحد سوى المشورة الأميركية التي لم تبدأ بعد ولا يبدو أنها ستبدأ!
إذاً , داعش وحيداً في الميدان ولا أحد إلى جانبه سوى «إيمان» عناصره ودعواتهم ملائكة السماء للوقوف معهم في سبيل دولة الخلافة , فالأسلحة والذخائر السعودية أو المشتراة بعقود سعودية وقطرية لا تأتيهم من الحدود الأردنية إلى سورية , ولا من الحدود السعودية إلى العراق , ولا من الحدود التركية إلى البلدين .. بل هي تتساقط عليهم من السماء , وعشرات آلاف سيارات الدفع الرباعي المجوقلة والمزودة بكل أنواع السلاح والـ « مجاهدون « والأموال المنقولة لا يمررها لهم أردوغان , بل تنبع لهم من باطن الأرض ... حتى إن بنيامين نتنياهو يكرههم ويتحضر لملاقاتهم ولكن .. ليس قبل تقديم العلاج لآلاف المصابين منهم وتدريب الآلاف الأخرى وإعادة إرسالهم إلى سورية؟؟
مشهد في غاية السخرية , لكنه في غاية الوقاحة أيضاً أن تفعل حكومات أميركا وتركيا والسعودية وقطر كل ذلك في وضح النهار ثم ينكروا أيديهم , والمشكلة الحقيقية ليست فيهم وفي ما يرتكبون , بل هي فيمن لا يزال يفكر ويحلل ويركب ثم يستنتج .. أن ثمة أسراراً غير واضحة في الأمر ؟