أخطرها على الإطلاق تلك التي لا تستبعد إقدام إسرائيل على مباغتة إيران بعدوان واسع النطاق يستهدف ذلك المشروع النووي السلمي بكل تجهيزاته ومواقعه , وحتى دون ضوء أخضر أميركي .
لكن الرهان الحقيقي ليس على مواعيد تشغيل المفاعل, قبلها وما بعدها , بل على القرار السياسي تجاهه , وعلى الجهة التي يمكن أن تتخذ ذلك القرار , فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة فرضت عقوباتها الخاصة والإضافية على إيران , ولم تستبعد يوما ما أسمته الخيار العسكري للتعامل مع ملفها النووي , وعلى الرغم من أن القرار الأوروبي الغربي عامة يستظل بالقرار والسياسة الأميركية ويتوازى معهما , إلا أن النيات الإسرائيلية المبيتة تجاه ذلك الملف تظل هي الأخطر والأدعى للتحسب والحذر لأكثر من سبب :
أولها , أن إسرائيل كانت ولا تزال دائمة الإدعاء بأن النووي الإيراني يمسها مباشرة , ويمس قدراتها على الردع والعدوان , وأنها الأولى بالتعامل معه حتى قبل أميركا وأوروبا .
وثانيها , أن ثمة موقفاً أميركيا وأوروبيا داعما لما يمكن أن تقدم عليه حتى ولو كان عملا منفردا وبقرار إسرائيلي خالص , وبالتالي , فإن أي عدوان إسرائيلي على إيران سيلقى الموافقة والدعم الأميركي الأوروبي في نهاية الأمر .
وثالثها وهو الأهم , أن الحكومة الإسرائيلية التي من المرجح أن تتخذ القرار السياسي حيال الملف النووي الإيراني هي حكومة نتنياهو الراهنة , وهي حكومة أقل ما يقال فيها أنها الأشد تطرفا وإرهابا من سابقاتها , وأنها الأكثر رعونة وطيشا ولجوءا إلى السلاح , ونموذجاها بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان اللذان لا يتورعان عن ارتكاب الحماقات والمغامرات غير المحسوبة مهما كانت تداعياتها. وبالتالي , فإن مصدر الخطر الأساس هو في ذلك العقل الإسرائيلي الغارق بالتطرف والنازع إلى الإرهاب , وهو اليوم في ذروة عدوانيته .