لقد استبقت حكومة نتنياهو المتطرفة المفاوضات غير المباشرة في آذار الماضي بالاعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية رغم طلب الإدارة الاميركية واللجنة الرباعية وقف الاستيطان, والآن تستبق المفاوضات المباشرة ببناء المزيد من المستوطنات وتوزيع 23 وحدة استيطانية جاهزة على عدة مستوطنات ونصبت 50 ألف كاميرا مراقبة في حي سلوان ومحيط الأقصى وهدمت عشرات المنازل في القدس المحتلة والضفة الغربية الامر الذي يشير بوضوح إلى أن هذه الحكومة العنصرية لاتريد السلام وإنما تريد من المفاوضات تضليل الرأي العام عبر الايحاء بأن عملية السلام تسير على مايرام وربما استدراج العرب إلى فخ التطبيع بينما تعمل جاهدة لعرقلة الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل وفق الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
إن غياب مرجعية وإطار زمني للمفاوضات المباشرة يحصنها من ألاعيب ونفاق وخداع مسؤولي الكيان الصهيوني يعني دوران المفاوضات في حلقة مفرغة دون الوصول إلى نتيجة تساهم في حل الصراع العربي الاسرائيلي في حين يواصل الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع عبر تغيير المعالم الديمغرافية للقدس وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية التي لم تنج منها حتى المقابر وذلك لزيادة بناء المستوطنات الأمر الذي يستحيل معه اقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
من الواضح أن الكيان الصهيوني يعرقل جهود السلام ويمنع تحقيقه بمواقفه التوسعية وأطماعه وغطرسته العسكرية وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية جادة فعلاً في تحقيق السلام ولاتريد البدء بالمفاوضات من أجل حفظ ماء وجهها الذي أراقه التعنت الاسرائيلي فإن ذلك يستدعي الزام هذا الكيان بإطار زمني ومرجعية توضح المسار الذي تسلكه المفاوضات وخلاف ذلك فإن المفاوضات ليست إلا جعجعة دون طحن وأن الطحين القابل للاندفاع طحين فاسد يعمل على مبدأ إدارة الازمة لا حلها ويبقي المنطقة على ماهي عليه من التوتر والغليان.