تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المراوحة في المكان

حدث وتعليق
الأربعاء 18-8-2010م
محرز العلي

لاشك أن المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني والتي يمكن أن تبدأ قريباً لن تكون أحسن حالاً ومآلاً مما سبقها من مفاوضات مباشرة أوغير مباشرة نتيجة رفض نتنياهو لأي مرجعية أوجدول زمني لهذه المفاوضات.

لقد استبقت حكومة نتنياهو المتطرفة المفاوضات غير المباشرة في آذار الماضي بالاعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية رغم طلب الإدارة الاميركية واللجنة الرباعية وقف الاستيطان, والآن تستبق المفاوضات المباشرة ببناء المزيد من المستوطنات وتوزيع 23 وحدة استيطانية جاهزة على عدة مستوطنات ونصبت 50 ألف كاميرا مراقبة في حي سلوان ومحيط الأقصى وهدمت عشرات المنازل في القدس المحتلة والضفة الغربية الامر الذي يشير بوضوح إلى أن هذه الحكومة العنصرية لاتريد السلام وإنما تريد من المفاوضات تضليل الرأي العام عبر الايحاء بأن عملية السلام تسير على مايرام وربما استدراج العرب إلى فخ التطبيع بينما تعمل جاهدة لعرقلة الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل وفق الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.‏

إن غياب مرجعية وإطار زمني للمفاوضات المباشرة يحصنها من ألاعيب ونفاق وخداع مسؤولي الكيان الصهيوني يعني دوران المفاوضات في حلقة مفرغة دون الوصول إلى نتيجة تساهم في حل الصراع العربي الاسرائيلي في حين يواصل الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع عبر تغيير المعالم الديمغرافية للقدس وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية التي لم تنج منها حتى المقابر وذلك لزيادة بناء المستوطنات الأمر الذي يستحيل معه اقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.‏

من الواضح أن الكيان الصهيوني يعرقل جهود السلام ويمنع تحقيقه بمواقفه التوسعية وأطماعه وغطرسته العسكرية وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية جادة فعلاً في تحقيق السلام ولاتريد البدء بالمفاوضات من أجل حفظ ماء وجهها الذي أراقه التعنت الاسرائيلي فإن ذلك يستدعي الزام هذا الكيان بإطار زمني ومرجعية توضح المسار الذي تسلكه المفاوضات وخلاف ذلك فإن المفاوضات ليست إلا جعجعة دون طحن وأن الطحين القابل للاندفاع طحين فاسد يعمل على مبدأ إدارة الازمة لا حلها ويبقي المنطقة على ماهي عليه من التوتر والغليان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محرز العلي
محرز العلي

القراءات: 699
القراءات: 700
القراءات: 730
القراءات: 644
القراءات: 751
القراءات: 756
القراءات: 712
القراءات: 685
القراءات: 658
القراءات: 755
القراءات: 670
القراءات: 650
القراءات: 675
القراءات: 686
القراءات: 663
القراءات: 635
القراءات: 681
القراءات: 673
القراءات: 663
القراءات: 801
القراءات: 827
القراءات: 776
القراءات: 713
القراءات: 863
القراءات: 752

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية