بدأ بيان الرباعية الموعود الذي أعلنت عنه كاترين أشتون «مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي» يصبح هدفاً وقضية بحد ذاته.. وهو لم يصدر بعد..
السلطة الفلسطينية مستعدة، بل هي تنتظر، وربما بلهفة، البيان المرتقب.. وحسب مصادرها فإن المؤسسات الفلسطينية ستجتمع فور صدور بيان الرباعية لتتخذ موقفاً..
المؤسسات المعنية هي اللجنة المركزية لحركة فتح.. واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.. وتشكل اللجنتان ما يسمى القيادة الفلسطينية بغض النظر عن الرفض الذي أعلنته الفصائل والقوى الفلسطينية وبينها العديد ممن ينضوي تحت لواء منظمة التحرير.. للذهاب إلى مفاوضات مباشرة قبل وقف الاستيطان.
إسرائيل أكدت موقفها من البيان قبل صدوره من حيث رفضها إمكانية أن يشكل مرجعية للمفاوضات.. وتصر على شروطها بمنع البحث في وقف الاستيطان أو وضع القدس كعاصمة موحدة لها..؟!
ولا صوت من الولايات المتحدة.. باستثناء لقاءات خاصة تتم بين مسؤولين أميركيين وآخرين من السلطة.. إن انفرجت عن شيء ما، فهي تطمينات موعودة ولا ضمانات.
لماذا الصمت؟!
بين الترحيب الفلسطيني والرفض الإسرائيلي تعمل الولايات المتحدة على إعداد بيان للرباعية يرضي الطرفين.. ورجح مراقبون فلسطينيون «حسب جريدة الحياة 17 آب2010 » أن يتصف البيان بالغموض.
حالة مستهجنة منطقياً.. إذ يفترض أن الوضوح هو الذي يوصل الأطراف المتحاورة إلى نتائج تتضمن حلولاً.. وليس الغموض والتعمية.
لكن..
لننتبه إلى جدلية السلام في الشرق الأوسط.. وتحديداً الموقف الأميركي.. لقد اختار دائماً الغموض والتعمية، وقلما عرف الوضوح، ولا سيما على المسار الفلسطيني.. بل إن الولايات المتحدة ابتعدت عن المسار السوري، ربما لوضوح الموقف السوري وإصراره على العلنية والاتفاق الواضح الذي لا يقبل تأويلات فيما بعد كافية لإعادة القضية إلى الصفر أو ما تحت الصفر.
رحم الله القائد الخالد حافظ الأسد.. حين سئل عن اتفاق أوسلو.. ترك الاتفاق لأصحابه.. وقال عنه عبارة واحدة:
«هذا اتفاق يحتاج في كل نقطة منه إلى اتفاق..!!»
هل تريد الولايات المتحدة لبيان الرباعية أن يحتوي منطقاً مشابهاً أي لا شيء واضحاً فيه.
قد لا تريد الولايات المتحدة ذلك.. لكن الموقف الإسرائيلي من البيان يضطرها إلى ذلك.
لقد نقلت الأنباء عن مصدر «كبير» في مكتب نتنياهو تأكيده أن بيان الرباعية وبالرغم من أنه ذو صبغة إعلانية ليس أكثر من «ورقة تين يتعلق بها الفلسطينيون للنزول عن الشجرة والانتقال إلى المفاوضات المباشرة..».
يبدو أن الغموض قد سبق البيان المنتظر..
إنهم يريدون أن يحولوا البيان إلى قضية بحد ذاتها..؟!
a-abboud@scs-net.org