تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المسؤول والمواطن .!

أروقة محلية
الثلاثاء 19-5-2015
يونس خلف

رغم كل الملاحظات والإشكالات التي تنتج عن اللقاءات اليومية أو الأسبوعية بين المسؤولين والمواطنين إلا أنها تبقى أسلوباً حضارياً يحقق التواصل والتفاعل ويمد جسراً متيناً بين المواطن والمسؤول

لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم إزاء الازدحام على أبواب المسؤولين هو: هل هذا المشهد هو الذي يجسد التواصل والتفاعل مع المواطن وهل هو فعلاً الأسلوب الحضاري المنشود؟‏

إن التواصل الدائم والتفاعل البناء مع المواطنين والاستماع لطلباتهم أمر مطلوب ومن الضرورات الملحة، لكن أن يصبح الهدف من جميع هذه اللقاءات والطلبات الحصول على وظيفة لمدة ثلاثة أشهر فإن ذلك لا يقدم أي مؤشر على أن آلية عمل المؤسسات الحكومية تسير في الاتجاه الصحيح، لأن الأمر هنا يمس المصداقية ويتعلق بالإمكانيات المتوفرة والقدرة على تلبية هذه الطلبات وصولاً إلى غياب الشفافية في التعامل مع المواطن والتقليل من قيمة وفاعلية وهيبة التوقيع الرسمي للمسؤول.‏

وهنا نسوق أمثلة كثيرة بدءاً من تصريحات بعض الوزراء بأن أغلب الطلبات هي طلبات توظيف، وكذلك الازدحام اليومي على أبواب الوزراء والمحافظين للتوقيع على طلبات التوظيف، وبالمناسبة ثمة ظاهرة جديدة في هذا السياق، حيث أصبح المواطن يشترط على المسؤول أن تكون الموافقة على طلب التوظيف تقتصر على كلمة موافق فقط وبدون «أصولاً» وبدون «وفق الاعتماد والشاغر» أو لبيان الرأي والإعادة.. وحتى إن تم توقيع الموافقة من الوزير أو المحافظ على التوظيف يتم الرفض من الجهات أو المؤسسات إما لأنه لا يوجد اعتماد أو لا يوجد شاغر، ولذلك تكون معظم الموافقات غير قابلة للتنفيذ سواء كانت من الوزراء أو المحافظين ..؟‏

وهل يكفي إلغاء الحواجز بين المواطن والمسؤول ليعيش المواطن على وهم الحصول على وظيفة عندما تصطدم هذه الموافقات بعدم توفر الاعتماد أو الشاغر، وأبعد من ذلك وبكل حرص وشفافية فقد أصبح عدد الذين تم توظيفهم لمدة ثلاثة أشهر في بعض الدوائر والمؤسسات أكبر من العدد الأساسي الموجود سابقاً، و ليس سراً أن بعض المديرين يشتكون من عدم وجود مكان في مؤسساتهم لجلوس الموظفين الجدد.‏

وخلاصة القول إن التواصل والتفاعل الشكلي مع المواطن ليس الحل الأمثل، وإنما بآلية عمل صحيحة تستند إلى المصداقية وتعزيز الثقة بالمسؤول وتوقيعه كي لا يصاب المواطن باليأس وتهتز ثقته بمصداقية وهيبة المسؤول الذي هو في نهاية الأمر يمثل الدولة، والسؤال الذي يبدو مشروعاً إزاء كل ما تقدم هو: لماذا يتم استقبال المواطنين من قبل الوزراء والمحافظين والتوقيع على طلباتهم بالموافقة إذا كان لا يتم تنفيذ هذه الطلبات؟! خاصة إذا كانوا يعلمون مسبقاً أن هذه الموافقات غير قابلة للتنفيذ .!‏

younesgg@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 يونس خلف
يونس خلف

القراءات: 606
القراءات: 769
القراءات: 659
القراءات: 591
القراءات: 716
القراءات: 625
القراءات: 731
القراءات: 666
القراءات: 724
القراءات: 752
القراءات: 727
القراءات: 756
القراءات: 666
القراءات: 665
القراءات: 850
القراءات: 708
القراءات: 793
القراءات: 652
القراءات: 825
القراءات: 620
القراءات: 688
القراءات: 779
القراءات: 664
القراءات: 855
القراءات: 688

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية