سيدة منبتها سوري.. الأصالة باتت تغار منها وتحاكيها بهمسات تغفو عليها القلوب.. قلوب ملايين السوريين بدعائهم ومحبتهم وكبريائهم.
سيدة فيها القوة بما يكفي لتعلن مرضها على الملأ وإصرارها على المضي قدماً بالحياة.. لم تترك مناسبة إلاّ وكانت السباقة لها من استقبال عوائل الشهداء، إلى زيارة جرحى الجيش العربي السوري، واحتضان المتفوقين وتشجيعهم وكل ذلك ترافق بزراعة الوردة الشامية والياسمين الدمشقي.
سيدة لم تأبه لمرضها وخطورته بل استمرت وقاومت ووثقت بسورية.. سورية التي راهن عليها العالم الداعم للإرهاب واستطاعت بفضل صمود شعبها وقيادتها وبسالة جيشها أن تحقق الانتصار وتقضي على الإرهاب العالمي المدعوم من خفافيش الظلام «التكفيري» والوهابي.
السيدة الطالعة مع ضوء الشمس كانت واثقة بانتصار سورية على الإرهاب كما كانت واثقة بأنها ستنتصر على المرض وتقهره.
لم تسافر للعلاج بالخارج، وأصرت على متابعة حالتها في مشافي الدولة «الحكومية» وكان صبرها ودعاء شعبها خير معين لشفائها وعودة النضارة والبهجة إلى شعب قاوم وانتصر.
سورية المحاصرة من أكثر من ثماني سنوات مازالت مشافيها تنبض بالحياة، ودواؤها الشافي قهر «السرطان» وأعطى رسالة للعالم أن سورية لا تحاصر.. لا بل هي من تحاصر العالم بشعبها وصموده.. بجيشها وبسالته.
عادت سيدة من وطني..أم..وأخت.. نثرت رائحة الياسمين على دروب الوطن ومنحت البلسم والأمل رغم آلام رحلتها مع المرض.