لتنفيذ حل سياسي بعد أكثر من عشرين شهراً من دخول سورية في أزمة تم رسم تفاصيلها داخل غرف مظلمة في أقبية مدن وعواصم إقليمية ودولية ؟
وهل ثمة قوى حقيقية قادرة على تحقيق حل سياسي مفترض ؟ وأخيراً أين هي القوى الحقيقية الراغبة في الخروج من الأزمة وإنهاء عمليات القتل والتخريب والتدمير عبر عملية سياسية والدخول في عملية حوار وطني شامل بمشاركة كل القوى الوطنية ؟
لم يغب الحل السياسي عن الساحة طيلة فترة الأزمة لكن وجوده الفعلي كان محصوراً في وسائل الإعلام ذلك أن المساعي الحقيقية للدخول في عملية سياسية فاعلة لم تكن إلا ؟ الحكومة والدولة بشكل رسمي في مبادرة أقلقت أصحاب المخطط التآمري وسعوا سريعاً إلى وأدها في مهدها «مجمع صحارى » وذلك عبر تصعيد العمليات الإرهابية والتوسع في نشر رقعة الإرهاب والإسراع في استقدام المزيد من مقاتلي القاعدة وزيادة وسائل الإعلام الفضائية العاملة على مدار الساعة على إشاعة الكراهية والدعوة إلى القتل والتحريض على التخريب ورفض أي شكل من أشكال الحوار في وقت لم يتوقف الدعم العسكري للمجموعات المسلحة وتمويلها بمليارات الدولارات من أموال الخليج العربي وخاصة قطر والسعودية.
ولعل الحقيقة الأبرز بعد تجريب أشكال وأصناف من محاولات السيطرة على مواقع استراتيجية والفشل في تحقيقها هي أن كل محاولات تشكيل بؤرة ارتكاز ثابتة لتنفيذ عمليات ضد القوات المسلحة باءت بالفشل وإن كل الدعم الغربي والعربي لم يستطع أن يفت من عضد الجيش والقوات المسلحة وبقيت الدولة محافظة على مهامها الأساسية ولم تحل عمليات التخريب والقتل منذ تقديم كل الخدمات الاجتماعية بحيث بقيت الدولة محافظة على وظيفتها الأمر المفترض أن يدفع أصحاب المخطط التآمري وحاملي السلاح ضد الدولة للوقوف مع الذات وإجراء مراجعة لفترة المواجهات وتطوراتها وتحديد أي مصلحة يمكن أن تطول الجميع نتيجة اتخاذ الخيارات الممكنة .
الحل السياسي مقلوب ومطلب وطني ولكن المشكلة في القوى القادرة على تنفيذه. الحكومة وقوى المعارضة الوطنية وحدهما الراغبان في الخروج من الأزمة عبر حل سياسي أما الإرهابيون فلهم أجندة مختلفة.