وهي تندرج في إطار عملية التطوير في سياسة القبول الجامعي من خلال وضع معايير يفترض أن تنطبق في القبول بإحدى الكليات المشار إليها ، ونعتقد أن جهوداً كبيرة قد بذلت للإعداد لها بحيث لا تكون عبئاً على الطالب بل تهيئة طالب متميز قادر على التفوق بالاختصاص الذي اختاره أو لنقل قد حصل على درجات أهلته للقبول في إحدى هذه الكليات .
وفي مبرراتها وآليات القبول فيها ، ونظامها الدراسي ، تبين أن آلية القبول الجامعي المتبعة حالياً من خلال المفاضلة فقط ، والمعيار الوحيد هو معدل الطالب في الثانوية ، لذلك تأتي هذه السنة كنتيجة لازدياد الطلب على التعليم العالي ، والحاجة لتحديث سياسة القبول الجامعي ، حيث لم تعد الشهادة الثانوية معيارية لأنها تمنح عبر دورتين امتحانيتين، كما أن نتائج الطالب في الثانوية لم تعد تعكس الوضع العلمي الحقيقي له .
إذاً السنة التحضيرية التي أشبعت نقاشاً من قبل المعنيين مع اقتراب نتائج الثانوية العامة هي معيارية موحدة ومؤتمتة ، وقبول الطالب في نهايتها يتم على أساس علامة الثانوية، ونتائج تلك السنة تعد من السنوات الدراسية للطالب ومقرراتها ذات علاقة مباشرة ووثيقة بدراسته المستقبلية وهي ذات علاقة بنوع الدراسة التي اختارها، بالإضافة إلى تعلم أخلاقيات المهنة ومهارات الحاسوب .
ونظامها الدراسي يحدد عدد الطلاب المقترح قبولهم فيها وفق الطاقة الاستيعابية في جميع الجامعات الحكومية بما فيها التعليم العام والموازي، ويوزع الطلاب على الجامعات وفق مصدر الشهادة الثانوية ويعد ناجحاً فيها كل من يحصل على معدل قدره ستون بالمائة من مجموع علامات المقررات بشرط ألا يقل المعدل عن أربعين بالمائة من هذه المقررات .
وإذا ما دخلنا في أعماق ما تمت مناقشته حول هذه السنة فيمكننا القول بأنه يتم التفاضل في نهايتها على أساس نسبة تعطى لمعدل الثانوية وتعطى لمعدل السنة التحضيرية ، والطلاب الحائزين على شهادات غير سورية يتم التفاضل بينهم على أساس معدل ما درسه من مقررات في تلك السنة التحضيرية ويفرز جميع الطلاب في نهايتها سواء كان الطالب ناجحاً، أم مترفعاً ، أم راسبا ،ً أم لم يكن متقدماً إلى امتحانات هذه السنة ، ويعتمد مبدأ التكامل بين المقررات ويحق للطالب في نهايتها تغيير قيده إلى شريحة أخرى مهما كانت نتيجته في السنة التحضيرية ويعفى من المقررات المتماثلة في الاختصاص الذي حول إليه إذا كان عدد المقررات المعفى منها يعادل خمسون بالمائة من مقررات السنة الأولى في الكلية المحول إليها ويسجل في السنة الثانية، أما إذا كانت النسبة أقل من خمسين بالمائة فيسجل في السنة الأولى ويعفى من المقررات المتماثلة ولا يدخل معدل السنة في معدل التخرج ويعتمد النظام الفصلي المعدل أو السنوي أو الفصلي ويستفيد الطلاب الأوائل في السنة التحضيرية على مستوى الجامعات من جائزة الباسل للتفوق العلمي ومقرراته تسعة مقررات.
بكل الأحوال السنة التحضيرية هي خطوة باتجاه أن يكون لدينا طلبة يعرفون جيداً القيمة العلمية للاختصاص الذي اختاروه ليبدعوا به ، ونعتقد أن هذا الأسلوب في القبول الجامعي مطبق في غالبية دول العالم ، ولا ضير أن نكون نحن من هذه الدول.
asmaeel001@yahoo.com