ما جعلها في وضع يسمح لها بالانقلاب على داعميها ومشغليها والقيام بأعمال إجرامية تطال مواطني تلك الدول الراعية للإرهاب.
قيام التنظيمات الإرهابية باستهداف المواطنين الأبرياء وبالتزامن في كل من الكويت وتونس وفرنسا يشير إلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وليس هناك ما يمنعه من الارتداد إلى حضن داعميه والانتشار في كل مكان، وتحوله إلى آفة خطرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، بتواطؤ علني من قبل الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية التي صنعت هذه التنظيمات ومدتها بكل أدوات القتل والإجرام.
المتابع لتصريحات المسؤولين الغربيين الداعمين للإرهاب تحت مسميات مضللة ولا سيما المسؤولين الفرنسيين والبريطانيين تجاه الإرهاب يدرك الانتقائية التي يتعامل بها هؤلاء المسؤولون في إدانة الإرهاب وحجم التضليل الذي يمارسونه من أجل طمس حقيقة سياساتهم الإجرامية وتورطهم في سفك دماء الأبرياء واستطرادا امتصاص نقمة مواطنيهم المستهدفين بنار الإرهاب، كما حدث في تونس وفرنسا حيث معظم الضحايا من جنسيات أوروبية.
الانتقائية الأميركية والغربية في إدانة الإرهاب شجع التنظيمات الإرهابية على الإمعان في إجرامها والانفلات من ضوابط مصنعيها وأسيادها لينتشر الإرهاب في شتى أصقاع العالم وهذا ما حذرت منه سورية مرارا، حيث أكدت على الدوام أن الإرهاب التكفيري المدعوم إقليميا وغربيا والذي يستهدف سورية والعراق لن يبقى محصورا في منطقتنا كما تظن بعض الدول الداعمة له، بل سوف يكون له ارتدادات مباشرة على داعميه، وهذا ما حدث فعليا في فرنسا وتونس والكويت والسعودية.
الإرهاب المنفلت والمنتشر في أصقاع العالم والمدان بكل أشكاله والذي بات يقلق العالم بأسره يفرض على داعميه التوقف عن سياستهم الداعمة للتنظيمات التكفيرية في المنطقة، وإيجاد آلية فعالة لتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب وبغير ذلك فإن العالم سيشهد المزيد من الإعمال الإجرامية ضد الأبرياء وبما يزعزع أمن العالم ويهدد استقراره.
mohrzali@gmail.com