تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبطال تحت الطلب

خط على الورق- ثقافة
الثلاثاء 14-11-2017
أسعد عبود

للمرحوم الطبيب السوري صبري قباني كتاب من أشهر ما عرفته المكتبات السورية بعنوان: «أطفال تحت الطلب».

صبري القباني هو والد طبيب القلب السوري الشهير سامي القباني. وقد اشتهر بمجلته الأهم في الإعلام الطبي العربي «طبيبك» ..‏

استمرت المجلة بعد صاحبها، لكنها فقدت بعضاً من زهوتها مع التطور الذي عرفته وسائل الاتصال والاعلام... ولا أدري إن كانت ما زالت تصدر.‏

المجلة ومؤسسها وورثته جديرون بالتكريم بحق..‏

المرحوم صبري القباني شكل منبراً فعلياً مؤثراً لنشر الثقافة الطبية، ولا سيما الثقافة العلمية الجنسية. وله كتابان بهذا الخصوص .. حياتنا الجنسية .. و أطفال تحت الطلب .. وأعتقد أن الثاني صدر أولاً لأن حياتنا الجنسية متطورة علماً وجرأة عن كتاب أطفال تحت الطلب.‏

أطفال تحت الطلب يناقش بالتفاصيل الدقيقة أمور الحمل والعقم وما تبعهما ومن هنا استقى المؤلف هذا العنوان اللافت لكتابه. الكتاب يهدي إلى ما يقترب من صناعة الأطفال..‏

اليوم أصبحت عملية المساهمة في تسهيل إنجاب الأطفال كثيرة وعريضة ومتاحة .. التلقيح الصناعي .. التخصيب .. الحمل المخبري .. وصولاً إلى الاستنساخ وغيره..‏

كما هناك ما يشبه صناعة الأطفال ... هناك ما يشبه صناعة الابطال. الفرق أن صناعة الأطفال «إن صح التعبير» تخلف على الأغلب أطفالاً حقيقيين كاملي الخلقة.. أما صناعة الأبطال فغالباً تخلف مشوهين مسيئين لمفهوم البطولة.. مزيفين للإرادة الخيرة في العمل البطولي.‏

تزييف البطولة والابطال تجري على منحيين:‏

أولاً - أن يسيئوا لبطل فيشيطونه، أو يشوهون صورته ويعاكسون مناقبه وإرادته..‏

ثانياً - أن يجعلوا من قزمٍ بطلاً ..!! أحدكم يتذكر بطولة الشيخ زنكي..؟ ما أكثر المشايخ الزنكيين هذه الأيام. لن أروي قصته .. بل أنصح من لم يشاهد يوماً فيلم « البطل « بطولة داستن هوفمان أن يبحث عنه و يشاهده.‏

ما نراه اليوم وما تفعله الإرادات السيئة والمسيئة عبر الإعلام.. فيلم أغرب بكثير من فيلم هوفمان هذا..‏

إنهم يصنعون الابطال... إنهم يزيفون الابطال.. بين لبنان والسعودية يجري اليوم نشاط بضجيج يصم الآذان.. لتصنيع أبطال و تزييف أبطال .. وكله تزييف..‏

في رثائه لعبد الخالق محجوب كتب الراحل العظيم الشاعر السوداني محمد الفيتوري:‏

قتلوني .. وأنكرني قاتلي .. وهو يلتف بردان ... في كفني ... وأنا من؟ .. سوى رجل واقف خارج الزمن... كلما زيفوا بطلاً.. قلت: قلبي على وطني...‏

قلبي على وطني .. هذه أمة تعدم أوطانها.. تشوه أبطالها.. تصنع شيوخها.. وتجعل من أقزامها مردة عابرين للقارات..‏

يا عالم منافق .. هل استقالة مشبوهة لرئيس وزراء مشبوه.. تثيركم وتنتزع اهتمامكم أكثر من كل ما يجري في اليمن.. هل تنسون «بطولات» آل سعود ومن معهم؟‏

as. abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 644
القراءات: 947
القراءات: 930
القراءات: 905
القراءات: 953
القراءات: 991
القراءات: 998
القراءات: 979
القراءات: 1072
القراءات: 1087
القراءات: 1021
القراءات: 1065
القراءات: 1037
القراءات: 1076
القراءات: 1333
القراءات: 1216
القراءات: 1120
القراءات: 1141
القراءات: 1200
القراءات: 1200
القراءات: 1207
القراءات: 1228
القراءات: 1222
القراءات: 1276
القراءات: 1277

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية