تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جبهات حرب.. وأدوات

الافتتاحية
الاثنين 30-5-2011م
بقلم : رئيس التحرير - علي قاسم

هي حرب لم تطلق صافرات إنذارها .. لكنها أكدت حضورها المعلن منه والمخفي.. تتخذ أشكالاً ونماذج متباينة، وتتعدد جبهاتها..

قد يكون توصيفها بالحرب مثيراً لآراء متباينة بحكم أن عوامل هذا التوصيف بشكله التقليدي لم تتوفر بالقدر الكافي.‏‏

لكن في جوهرها هي كذلك.. قبلنا به أم اعترضنا عليه.. تتحرك من الخارج على مسارات عمل تكاد تكون شاملة لكل الاحتمالات.. وتعمل في الداخل بذات التعدد وربما أحياناً تضيف عليه ماهو غير متاح في الخارج.‏‏

حرب تتداخل فيها الأدوات والوسائل، وتتحرك معها على الأرض وقائع تكون في الاغلب من جسم تلك الأداة أو هذه الوسيلة.. وتُجمع في النهاية على هدف تتقاطع فيه مختلف الجبهات مهما تعددت غاياتها.‏‏

لاننكر أنها في الشكل اتخذت نماذج من التمويه المستتر في شعاراتها، وحملت مضامين سعت لتمرير الخلط الذي تعمدته.. وفي جوهرها حاولت أن توقظ في الداخل السوري كل ما استطاعت ، ولم تترك مساراً أو مجالاً إلا حاولت أن تصدّره على أنه أحد جوانب المعضلة.‏‏

عمليات الاصطفاف السياسي التي برزت تباعاً بدلت في تراتبية حضورها، وكانت في كل مرحلة تبدي شكلاً مغايراً عما سبقها، حتى استوطنت بعض النماذج ودفعت نحو مسار محدد لم تتجاوزه.‏‏

حرب لم نخترها بإرادتنا.. لكنها كانت في التوقيت والطريقة هي ذاتها المعلنة منذ عقود.. الفارق اليوم أنها تخلت عن ورقة التوت الأخيرة التي تخفي غاياتها.. لتكون بهذه الصفاقة السياسية غير المعهودة، والأمر ذاته ينسحب على الأدوات التي بدت في كثير من الأحيان محرجة في الإفصاح عن نفسها، لتعلن ماهو خارج الحرج.. بل ما هو غير مباح أو مسموح به.‏‏

بالتواتر ذاته كانت المواقف تتلاقى في استهدافها وفي أوراق ضغطها من القريب المباشر إلى الخصم البعيد الذي لم يخفِ عداواته يوماً.‏‏

السؤال ربما الذي لم يجد إجابته.. كيف لكل هذه الأدوات والوسائل والأجندات والجبهات أن تتقاطع على هدف واحد.‏‏

لاشك أنه سؤال يجول في خاطر الكثيرين.. وكان من الصعب فهم مبرراته أو مسوغاته في ظل حمّى من التناقض المثير إلى حدّ الخصومة بين أطرافه الخارجية، ومستوى الإلغاء بين أدواته الداخلية.‏‏

في تفسير متواضع، لكنه قد يكشف عمقاً في الغايات.. أن المسألة خضعت لبازار سياسي تتكشف اليوم بعض أوراقه، ودجنت معه - كل جهة حسب موقعها - أدواتها الداخلية لتكون إحدى الجبهات المعلنة للحرب.‏‏

كثير من تلك الأدوات لا تنكر أنها اختلفت في البداية على من يفتتح الجبهة.. وكل أداة لا تثق بالأخرى فكانت معلنة وواضحة ، لكنها بعد حين لم تجد أي حرج في أن تكون في الموقع الذي لم تقبل يوماً فيه.. من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. ومن أطراف الجنوب السياسي إلى قمم الشمال الايديولوجي.‏‏

اليوم تعود إلى الواجهة إشكاليات القبول والرفض بين هذا وذاك من الأدوات .. وتطفو على السطح حساسية حسابات ذلك الطرف الخارجي أو تلك الجهة .. لتتكشف معها ومن خلفها خبايا وتفاصيل ماانطوت عليه أسرار الغرف المغلقة.. وكواليس اللقاءات الخفية.‏‏

بدؤوها دون إعلان.. لم تنته.. بدت بعض تجليات الخلط في أوراقها... تراجعت في اجزاء من مستوياتها وتصاعدت في بعضها الآخر.‏‏

لكنها لم تتوقف.. لأن جعبة العدوان لم a-k-67@maktoob.com ">تفرغ..‏‏

a-k-67@maktoob.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية