أو تميل الى تأييد لون من ألوان الابداع والاحتفاء به على حساب الالوان الاخرى، مع الاشارة الىتداخل المذاهب الادبية وتشابكها وانعدام وجود مذهب ادبي صاف، بل كما يقول الدارسون فإننا نجد في بذور الاتباعية شيئاً من ملامح الابداعية، والابداعية نفسها لاتستطيع أن تغادر تخوم الاتباعية وان كانت تمهد للرمزية او السوريالية، نعود للقول: بعيداً عن هذه التصنيفات النقدية فإننا اليوم بأمس الحاجة الى ادب عربي جديد يحمل ملامح خاصة به في الشعر والرواية، وبأمس الحاجة الى نقد أدبي حقيقي يواكب التجديد الذي ننتظره، بل يجب ان يمهد لمثل هذا الأدب الذي ننتظر.
مايدعونا للحديث عن أدب جديد ونقد جديد، هو الواقع الجديد الذي نعيشه، والتحولات العميقة التي نمر بها..
فعل سبيل المثال لا الحصر، مرت ذكرى النكبة هذا وقد أسقطت الجماهير العربية من حساباتها ومعادلاتها مفهوم اليأس والحزن وعدم القدرة علىفعل شيءما، وكانت الانطلاقة الجماهيرية الجديدة متحدية ستين عاما ونيف من اليأس.. هذا التحول العميق لم يأت من فراغ وبالتأكيد لم يصب في المجهول، وعلىالتوالي لن تكون ذكرى النكبة يوماً للبكاء على الأطلال وإعداد المراثي، بل سيكون الحراك الشعبي المتواصل متفاعلاً مع مابدأ في الخامس عشر من أيار.. ربما يخبو قليلا هنا وهناك لكنه بالتأكيد إرادة عربية حقيقية لمقاومة الاحتلال الصهيوني وبالتالي اجتراح أساليب مقاومة جديدة.
من هنا علينا أن نسأل عن دور الأدب والفن ولهذه المرحلة.. هل سيبقى بعض الأدباء في حالة اللامعنى.. وعدم القدرة على التقاط لحظة الولادة الجديدة والتبشير بالنصرالقادم بعيدا عن القوالب الجاهزة وماكنا نردده من سمات الادب الملتزم بالقول: التفاؤل الثوري والتزام قضايا الجماهير..الخ..
باختصار: ثمة تحولات عميقة حدثت لابد للادب ان يواكبها ويحللها وينتج إبداعاً مغايراً اذا كان المبدعون قد نزلوا من أبراجهم العاجية.
dhasan09@gmail.com