فصلت نفسها عن واقعها عن أهل إدلب بقراها ومدنها.. لتكون وجهاً قبيحاً من وجوه المؤامرة الدنيئة بفصولها الأكثر دموية.. وهي تمارس إجراميتها على السكان الآمنين.. وساديتها في إحراق المنشآت وتفجيرها.
لم يعد هناك مجال للخلط.. مثلما أنه لا يجوز بعد الآن الصمت.. هكذا تدحرجت الشعارات، وتنكست اليافطات، لتوصل إلى هناك، إلى تلك المشاهد التي تتوازع دروب المدن والقرى وتستوطن البيوت والمنشآت، كي تفصح عن وجه حاولت مراراً وتكراراً إخفاءه أو التنكر عليه.
كانت المؤشرات الأولى تحمل بذور الفتنة، وجاءت الإضافات لتنقل بصمة الاستهداف والمؤامرة، وصولاً إلى الإجرام المنظم.. فهل ثمة مجال للتريث؟!
أصوات أهلنا في محافظة إدلب وصلت إلينا.. إلى كل سوري.. إلى كل المنابر.. لم تخفِ رعبها ولا حقها في الحماية من أولئك المجرمين.. الذين تجاوزوا كل الخطوط، وتخطوا كل المحرمات، ومارسوا أعلى درجات الإجرام.
أصوات كان لابد من الاستجابة لها.. ولابد من التعاطي معها على قدر ما تستحقه، ووفق ما يحقق عودة الهدوء والطمأنينة إلى نفوس أصحابها.
حق لم يكن يوماً خارج المسؤولية.. ولا هو بعيد عن الأولويات.. دائماً كان في الصدارة وفي موقع الاهتمام، وسيبقى كذلك مهما تعددت النماذج والأشكال والمحاولات.
ثمة أسئلة ساخنة وإجابات أشد سخونة تماثل سخونة دماء الأبرياء الذين استهدفتهم تلك العصابات المجرمة.. وثمة ملامح لمرحلة جديدة تفرض نفسها.. وواقعها ومعطياتها.. وكل الضرورات التي تمليها.
فهل وصلت الرسالة المحملة بكل هذا الدم السوري.. هل اتضحت الأبعاد والخفايا والأجندات وحتى الأدوار؟!
لانعتقد أن لدى أحد بعد الآن مجالاً للتريث والانتطار.. ولا لمراقبة رجحان كفة هنا أو كفة هناك.. فالجميع في كفة الوطن.. وحدهم المجرمون الذين اقترفوا كل ذلك التوحش خارجها، ولابد أن يكونوا كذلك، وكان أهل إدلب أول من نبذهم وفرزهم.
جميعنا الآن على المضمار ذاته.. وعلى الضفة ذاتها.. إلا أولئك الذين ارتضوا ان يكون في الضفة الأخرى المعادية للوطن والمواطن.
سورية التي تدرك جيداً وتتقن جيداً كيف تصون أمنها وأمن مواطنيها.. تعرف أيضاً كيف تستجيب لنداءات مواطنيها.. وكيف تنجدهم دائماً، مهما كبرت المؤامرة، ومهما اتسعت دائرتها، ومهما يكن المجرمون ومستوى إجرامهم.
ثقتنا بقواتنا المسلحة وبجيشنا العربي السوري وبقوانا الأمنية لاحدود لها.. وهي ستبقى كذلك.. لأنها كانت دائماً على مستوى تلك الثقة..
وثقتنا أيضاً أن الرؤية باتت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.. وما نتمناه أن تتضح لمن أشكلت عليه الصورة.. أو لمن بدت له ضبابية في بعض مراحلها.
a-k-67@maktoob.com