وهي التي عودتنا على الخروج من المحن والمآسي أكثر علوا وإشراقا.
وان كانت السنوات الأخيرة فرضت عليها نوعا من السكون ، فعلى عاتق مثقفيها حملها على الوقوف ، ليس بوصفها داخلا وخارجا، بل بوصفها عصية على الانهزام.
فوزارة الثقافة العراقية ترصد مايزيد عن ستين بالمئة من المثقفين غادروا العراق بعد عام 2003 ،وراحوا ينسجون من أعماق أرواحهم عباءات نتاجهم الإبداعي،وكأن التهجير القسري مدهم بعناصر جديدة للحياة والإبداع معا. وكذلك فعل من بقي داخل العراق.
ومن أسف أن الاحتلال تمكن من تقسيم الثقافة العراقية ،حتى أخذت تسمية مثقفي الداخل والخارج،مكانها في المفردات التي تتناول حال الثقافة العراقية الراهنة،لدرجة أن دمشق استضافت العام الماضي أسبوعا ثقافيا للمصالحة الثقافية، جمع المقيمين والمهاجرين، في خطوة أولى على طريق إعادة قسم من هؤلاء المبدعين إلى داخل حدود الوطن ،إن من جهة تأمين العودة إلى الديار مجانا، او لجهة العمل على صرف مبالغ مالية شهرية لهؤلاء العائدين، وهذا الالتفات المبكر للم الشمل الثقافي، فيه مؤشرات للإفادة من قدرة الثقافة على تكريس الهوية الوطنية. هذه التداعيات وغيرها ، مما لايسمح المجال لذكره ، بدأت تدور في رأسي مع انتهاء الأسبوع الثقافي الأخير، الذي عطر سماء دمشق برائحة النخيل،فقد كانت الفرحة طافحة على وجوه المشاركين والحضور لهذه الإطلالة التي تعيد على المسامع خرير دجلة والفرات.