وهذه المنشآت والمعامل كلها مصادر خطرة للتلوث تجمعت في منطقة كان بالامكان ان تشكل توسعا سكانيا لمدينة دمشق وتوفر ألوف المساكن للباحثين عن مسكن.
لكن قدر هذه البقعة ان تتحول الى بؤرة للتلوث، فمعمل الاسمنت ينفث الغبار ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي تنشر الروائح واسألوا سكان عدرا العمالية عن معاناتهم جراء الروائح والدخان وبقية انواع التلوث.
ولابد ان نقف عند محطة المعالجة فالمحطة تعمل بطرق غير متطورة قياسا بمثيلاتها من محطات المعالجة وتشاهد المصاطب والاحواض المكشوفة التي يتم تجفيف الحمأة فيها وتخرج المياه الراجعة من المحطة باتجاه الغوطة الشرقية من اجل استخدامها في الري مع انها لا تصلح لري اي نوع من المزروعات وحتى الاشجار!!
فهل فتشنا عن طرق وتقنيات اكثر تطورا لاستخدامها في المحطة المذكورة والحد من اخطار التلوث بشكل افضل؟!
ورغم الوضع المذكور لمنطقة عدرا فان التوسع مستمر في مدينة عدرا العمالية التي يسكنها ألوف الناس وهي مرشحة لاستقبال ألوف اخرى في بقعة تقع ما بين معمل الاسمنت شمالا ومحطة المعالجة جنوبا.
ونتوجه الى الجهات المعنية بالمسألة من جهات حكومية وغير حكومية ، اليس هناك من خطط لمعالجة اسباب التلوث مثل تطوير اساليب العمل في محطة المعالجة واقامة محطات اكثر تطورا وفلترة مداخن معمل الاسمنت او نقله نهائيا من المنطقة من اجل تخليص الناس من مخاطر التلوث وابعاده عن اراضي الغوطة التي تروى بمياه الصرف الصحي؟!