ولايمكن لأي باحث في تاريخ الحروب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الاميركية منذ إبادتها ملايين الهنود الحمر حتى الآن , لايمكن له أن يجد سبباً مقنعاً لأي من حروبها العدوانية هذه , يجد اسبابا واهية لا قيمة لها تتذرع بها حين خوضها العدوان لتعود بعد عقود من الزمن وتعترف انها لم تكن حقيقية والامثلة كثيرة على ذلك .
اميركا التي أعلنت الحرب على العالم كله, وبأساليب جديدة ومبتكرة , لا تقوم بحرب عدوانية عابرة تترك آثار دمار هنا وهناك , يمكن لمقدرات الشعوب أن ترممها فيما بعد , إنما عدوانها انقلاب على حقائق التاريخ والجغرافيا, وعملية سطو حقيقي على كل مقدرات الشعوب, ومحاولة مسح وطمس ذاكرتها وتاريخها , وتحويلها الى مجرد قطيع هائم في صحراء الزمن الاميركي.
تدمير المتاحف ونهب الاثار في العراق منذ أن كان الغزو الاميركي له ليس حدثاً عادياً ولاعابراً ابداً , وما يقوم به جيشها السري (داعش) لايصب الا في هذه الخانة.
فالاميركي المبتور عبر التاريخ , لاجذور ولاهوية ولا تراث إنساني أو حضاري بتدمير الحضارات والانجازات الانسانية بأي بقعة جغرافية , ولم يكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث عن حالة عابرة حينما أشار الى انقلاب الولايات الاميركية على المبادىء الانسانية , وبالتأكيد ليس انقلاباً من أجل الأفضل , ولا من أجل القيم الانسانية التي يتاجرون بها , وقد تعروا أمام الوقائع وآخرها ما ارتكبه داعش في قرى الحسكة , انما هو إعادة تشكيل قطيع وكتلة بشرية سائمة , كما الهوام عليها ان تجري مع الرياح الاميركية , ولتنمو كما الاشنيات بلا جذور ولا تاريخ ولا ذاكرة . كيف لا والاميركيون يرون ان حدودهم , من التكوين الاول الى ما لانهاية وانهم أصحاب الرسالة الجديدة وعلى طريقتهم , وهل ما يجري الا خطوات في دروب مهالكهم وربما تفصح القوادم من الايام بما لا يكن أحد في الكون يتوقعه...
d.hasan09@gmail.com