تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سطو على العالم كله

البقعة الساخنة
الأحد 1-3-2015
ديب علي حسن

تشن الحروب لأسباب كثيرة , فلكلّ حرب عند من يقوم بها أسباب , قد لاتكون تمت الى الواقع بصلة ابداً , إنما هي عدوان تهيؤات الظروف والمعطيات للسير به قدماً وتحقيق المصالح المرجوة منه

ولايمكن لأي باحث في تاريخ الحروب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الاميركية منذ إبادتها ملايين الهنود الحمر حتى الآن , لايمكن له أن يجد سبباً مقنعاً لأي من حروبها العدوانية هذه , يجد اسبابا واهية لا قيمة لها تتذرع بها حين خوضها العدوان لتعود بعد عقود من الزمن وتعترف انها لم تكن حقيقية والامثلة كثيرة على ذلك .‏

اميركا التي أعلنت الحرب على العالم كله, وبأساليب جديدة ومبتكرة , لا تقوم بحرب عدوانية عابرة تترك آثار دمار هنا وهناك , يمكن لمقدرات الشعوب أن ترممها فيما بعد , إنما عدوانها انقلاب على حقائق التاريخ والجغرافيا, وعملية سطو حقيقي على كل مقدرات الشعوب, ومحاولة مسح وطمس ذاكرتها وتاريخها , وتحويلها الى مجرد قطيع هائم في صحراء الزمن الاميركي.‏

تدمير المتاحف ونهب الاثار في العراق منذ أن كان الغزو الاميركي له ليس حدثاً عادياً ولاعابراً ابداً , وما يقوم به جيشها السري (داعش) لايصب الا في هذه الخانة.‏

فالاميركي المبتور عبر التاريخ , لاجذور ولاهوية ولا تراث إنساني أو حضاري بتدمير الحضارات والانجازات الانسانية بأي بقعة جغرافية , ولم يكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث عن حالة عابرة حينما أشار الى انقلاب الولايات الاميركية على المبادىء الانسانية , وبالتأكيد ليس انقلاباً من أجل الأفضل , ولا من أجل القيم الانسانية التي يتاجرون بها , وقد تعروا أمام الوقائع وآخرها ما ارتكبه داعش في قرى الحسكة , انما هو إعادة تشكيل قطيع وكتلة بشرية سائمة , كما الهوام عليها ان تجري مع الرياح الاميركية , ولتنمو كما الاشنيات بلا جذور ولا تاريخ ولا ذاكرة . كيف لا والاميركيون يرون ان حدودهم , من التكوين الاول الى ما لانهاية وانهم أصحاب الرسالة الجديدة وعلى طريقتهم , وهل ما يجري الا خطوات في دروب مهالكهم وربما تفصح القوادم من الايام بما لا يكن أحد في الكون يتوقعه...‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 787
القراءات: 788
القراءات: 823
القراءات: 703
القراءات: 727
القراءات: 812
القراءات: 874
القراءات: 818
القراءات: 684
القراءات: 910
القراءات: 789
القراءات: 763
القراءات: 749
القراءات: 769
القراءات: 749
القراءات: 704
القراءات: 870
القراءات: 726
القراءات: 798
القراءات: 772
القراءات: 842
القراءات: 816
القراءات: 835
القراءات: 751
القراءات: 806

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية