تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قبل فوات الأوان

إضاءات
الاثنين 2-3-2015
د.خلف علي المفتاح

تناقض خطاب القوى المشاركة في العدوان على سورية بشأن الازمة والحديث عن حل سياسي يدل دلالة قاطعة على عدم توفر إرادة سياسية للحل لا بل ان جوهر مواقفها وسياساتها يتجه نحو العمل على استمرار الازمة

واستنزاف المزيد من الدماء السورية والتدمير الممنهج للمؤسسات والسعي المحموم لتقطيع اوصال الجغرافية السورية واستمرار معاناة الشعب السوري اقتصاديا واجتماعيا مع ما يرافق ذلك من حملات تشويه للواقع وعمل دؤوب لتحميل السلطة الوطنية السورية مسؤولية ما يرتكب من جرائم بحق السوريين عبر لجان تشكل لهذا الغرض تنطلق في عملها من فرضيات مسبقة لاتأخذ في الاعتبار وجهة النظر السورية او تتحلى بدرجة معقولة من الحيادية والموضوعية.‏

ان الاستثمار في البعد الانساني للأزمة في سورية اصبح مسألة واضحة للجميع الهدف منها تأليب الرأي العام العالمي على الحكومة السورية والسعي لخلق مبررات للعدوان عليها او الضغط للحصول على قرارات في محلس الأمن الدولي تدين الحكومة السورية وتوجد مبررات للتدخلات الخارجية بأشكالها وعناوينها المختلفه من قبيل التدخل الانساني أو مناطق آمنة وغيرها من تعبيرات ملطفة للمس بالسيادة السورية.‏

لقد أجهضت قوى العدوان على سورية كل محاولات حل الازمة سياسيا او عبر الحوار السوري السوري من خلال دعمها المستمر للعصابات المسلحة بمسمياتها المختلفة وبنفوذها القوي على ما يطلق عليه المعارضة السورية في الخارج واستلاب ارادتها وقرارها وارتهانها لمشغليها ومستثمريها من قوى خارجية تضع مصالحها في المقام الاول دونما أي اعتبار لمصالح الشعب السوري ورغباته في الخلاص من هذه الحرب العدوانية التي تشن عليه بأدوات الداخل وقوى الخارج التي وجدت في الحالة السورية فرصة لتصفية حسابات او تحقيق مصالح جيوسياسية او أحلام استعمارية هي اقرب الى الاوهام منها الى الواقع.‏

إن إطالة أمد الازمة اصبح عند بعض هذه القوى هدفا بحد ذاته ولاسيما العدو الصهيوني الذي وجد فرصة ذهبية لاستنزاف سورية والقوى المقاومة وادخال دول المنطقة وشعوبها في صراعات بينية لا نهاية لها عبر مشروع فتنة اعد بعناية واشتغلت عليه مطابخ السياسة الغربية وغرف استخباراتها ومراكز بحوثها بحيث تتراجع وتتحول طبيعة الصراع في المنطقة من صراع بين العدو الصهيوني من جهة وقوى المقاومة وعلى رأسها سورية من جهة أخرى وكذلك ادخال المنطقة في صراعات وحروب بينية تفتت المجتمعات وتدمر بنيتها الثقافية وعقدها الاجتماعي وتعيد رسم خرائط مشوهة لبنيتها المشكلة لها تاريخيا وما يستجره ذلك من انحرافات حادة في الجغرافية السياسية التي استقرت عليها المنطقة لعشرات بل مئات السنين ما يعني من الناحية العملية التاسيس الفعلي لما أطلق عليه الاميركيون والصهاينة شرق اوسط جديد او كبير، الكبير فيه حقيقة هو الكيان الصهيوني والصغار فيه هم العرب وشعوب المنطقة وهنا يتحقق الحلم الصهيوني الذي راود مخيلة قادة الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بال قبل أكثر من مائة عام ونيف.‏

إن عدم ادراك قادة دول المنطقة - ممن انخرطوا في المشروع الاستعماري الارهابي التكفيري- ونخبها الفكرية والثقافية وضعف الوعي السياسي لدى قطاعات واسعة من مجتمعاتها لابعاد ما يخطط ويجري على ارض الواقع من تمزيق وتفتيت وفتن سيؤدي - إن استمر دون مواجهة حقيقية - الى كوارث تعصف بها وبشعوبها ودولها ويدمر مستقبل ابنائها ويدخلها جميعا في المجهول الذي هو معلوم لدى اعدائها التاريخيين ما يعني أن ثمة حاجة ماسة لمراجعة المواقف واتخاذ قرارات استر اتيجية على مستوى المسؤولية التاريخية تعيد الامور الى نصابها وتخرج المنطقة من هذه المحرقة التي لن ينجو أحد من نيرانها وشرورها المستفيد الوحيد منها الكيان الصهيوني والغرب المسكون دائما بحمى الاستعمار.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11279
القراءات: 1049
القراءات: 801
القراءات: 952
القراءات: 826
القراءات: 897
القراءات: 910
القراءات: 871
القراءات: 942
القراءات: 888
القراءات: 900
القراءات: 871
القراءات: 900
القراءات: 933
القراءات: 976
القراءات: 949
القراءات: 1039
القراءات: 1015
القراءات: 949
القراءات: 1012
القراءات: 948
القراءات: 981
القراءات: 999
القراءات: 1042
القراءات: 1248
القراءات: 1192

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية