فيما وقف العالم على قدم واحدة يترقب اليوم التالي الذي يعقب مراسم الاستلام والتسليم في البيت الأسود.
لم يُخف ترامب النزقَ الذي يميز شخصيته طوال الحملة الانتخابية التي امتلأت بالشعارات المُثيرة والعبارات النافرة، وكان الكثير من الأميركيين على امتداد الحملات داخل الحزب الواحد، وبين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وبين المُناظرة وسابقتها، كان الأميركيون يتندرون بما يقوله ويطرحه ترامب، وإضافة لنتائج استطلاعات الرأي، فهو ما دفع الرأي العام لاستبعاد نجاحه مُقابل ترجيح فوز منافسته.
نستحضر تلك الأجواء لننتهي إلى السؤال عن الذي حصل وعن ما جرى، أبعاده ودلالاته بعد عام على الانتخابات التي غالباً ما تستقطب العالم، لكنها مرة لم تصدمه كما حصل هذه المرّة!.
أولاً، السيدة كلينتون ليست الخيار الأفضل، لكن فوز ترامب لا يعني أنه أفضل منها.
ثانياً، المزاج الانتخابي العام كان ضد ترامب، لكنه ليس مع كلينتون بما يعكس فارقاً حاسماً لمصلحتها.
ثالثاً، هل يعني الصوت الانتخابي الذي تكاثر في الصناديق لمصلحة ترامب سوى أنّ الناخب الأميركي اختار التطرف الحاد، وسوى أنه أبدى رغبة عارمة بالتصفيق للعنصرية المقيتة التي يتبناها؟.
كلينتون المُصابة بارتجاج دماغي شكّل أساساً للتشكيك بأهليتها، هي تتفوق ربما على ترامب، غير أنّ سياستها كوزيرة للخارجية لم ترق لمُستويات الرضا رغم أنها حظيت دائماً بتصفيق حاد وواسع، وخاصة من اللوبي الصهيوني صاحب اليد الثقيلة بالولايات المتحدة.
وإذاً، ما الذي كان ينتظره الداخل الأميركي من ترامب بعد أن رجح ميزانه؟ أميركا أولاً؟ أم حلب البقرة السعودية الخليجية إلى أن يجف ضرعها، وصولاً إلى ذبحها؟ أم الخروج من الاتفاق النووي الإيراني والتصعيد ضد طهران؟ أم إلغاء قانون أوباما كير؟ أم المواجهة مع روسيا؟ أم نقل السفارة إلى القدس؟ أم .. أم ترجمة كل هذه العناوين سياسات مباشرة؟.
أميركا كبيت للإرهاب وخيمة للعنصرية، اختار ناخبها السيد ترامب رئيساً في هذه المرحلة ليس فقط ليُنفّذ كل ما تقدم ويُرتبه على سلم أولويات بصفة عاجل، وعاجل جداً، وفوري، وقد فعل الرجل، وإنما ليُخرج من بيت الإرهاب كل ما في الجعبة، ولينبش المخبوء تحت عمود خيمة التطرف والعنصرية الأميركية حتى لو أدى ذلك لاهتزازات أو تصدعات .. تابعوا ما حصل .. راقبوا ما يحصل في كل الاتجاهات، وانتظروا الأسوأ والأعظم سوءاً من مُخيم الصهيووهابية، ومن خيمة العنصرية الأميركية.