تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


للسوريين طريقهم

البقعة الساخنة
الخميس 9-11-2017
مصطفى المقداد

ينتظر السوريون أياماً من الحوار مختلفة الأهداف والأماكن والرعاية والمشاركة سواء كانت داخل الوطن أو خارجه، فبعد وضوح مرحلة الخلاص من الإرهاب وإعلان الانتصار تأتي مرحلة الحوار الفاعل لوضع أسس بناء المرحلة القادمة لسورية بعد الحرب الإرهابية والعدوان الموصوف،

فالثبات المستند إلى أصالة تاريخية يحدد الآليات القادرة على تطويع الخلافات وإرساء الأسس الوطنية والثوابت الاجتماعية التي عاشها السوريون على امتداد القرون، يقدمون خلالها النموذج المتفرد على التكامل الاجتماعي في بنية الدولة كواحدة من أعرق وأهم وأقدم أشكال البنى السياسية التي شهدتها البشرية، وكدولة مازالت حية في الاستمرارية التاريخية لأكثر من ثلاثة عشر ألف سنة من التنظيم الإداري والعمراني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي دون انقطاع أو ضياع زماني أو مكاني، وهي اليوم قادرة على متابعة تلك الحالة المتأصلة بكثير من القوة والمعرفة والتوافق المجتمعي المتكامل، والسوريون الذي بنوا دواوين المحاكم وصاغوا أول مدونات تشريعية في التاريخ قوامها فكرة التوجه إلى الإنتاج والعمل الفاعل، وكسر السيف كإشارة للعنف والقتل واستخدام المحراث كأداة للعطاء والتعاون والمحبة، وها هم قادرون على متابعتها اليوم بالرغم من جميع محاولات الإعاقة والتخريب المترافقة والمصاحبة لآليات الفعل الإرهابي، والعمل التآمري الذي نفذه عملاء استخباراتيون يأتمرون سعودياً وقطرياً وفكرياً، فضلاً عن الأوامر الأمريكية والأوروبية الغربية وصولاً إلى الأوامر الصهيونية المباشرة. وبالتالي فهي كما سقطت سابقاً، سيكون مصيرها الفشل والسقوط في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان واندحار الإرهاب، وسيسجل السوريون مأثرة إضافية في تجاوز أكبر عدوان شهدته البشرية على امتداد تاريخها الطويل، والقدرة على الاحتفاظ بالإرث الأصيل والثوابت المجتمعية التي بنوها انطلاقاً من قيم الحضارة الإنسانية، فكانت منطلقاً عالمياً لم تقوَ كل قوى البغي على حجبه.‏

ويبقى للحوار فعله الأصيل كصورة للخارج الصديق والمعادي، يظهر الرأي المباشر للسوريين كلهم، لا بمن يسرق تمثيلهم ويعطي للمعتدين درساً قاسياً ويشرح لهم معنى القدرة على التجدد والحياة فكل قطرة سقطت من دم شهدائنا نبتت غاراً وأزاهير أقحوان وشقائق نعمان، واهبة الحياة لسورية كقلب نابض للعروبة الأصيلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 963
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1043
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1089

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية