أولويات واستراتيجيات غائبة!
على الملأ الخميس 9-11-2017 هيثم يحيى محمد رغم كل ما قيل ويقال عن أهمية الجولات الميدانية التي تقوم بها الوفود الحكومية لهذه المحافظة أو تلك ولاسيما لجهة ما يقدمه مجلس الوزراء بعدها من مبالغ مالية لإنجاز مشروع هنا وآخر هناك، فإن السؤال الذي يفرض نفسه في ضوء الواقع والنتائج:
لماذا يتوقف تقدم العمل واستكماله في مشاريع عديدة على تلك الجولات والمتابعات التي تحصل بعدها من قبل لجان مركزية تشكّل لهذا الغرض؟ومن ثم أين خطط العمل والبرامج والإستراتيجيات التي تتحدث عنها وتتغنى بها جهاتنا العامة في الاجتماعات وورش العمل والندوات ووسائل الإعلام؟ ولماذا يبقى معظمها بدون تنفيذ وبدون متابعة رغم أهميتها وضرورتها ورغم مرور زمن طويل على طرحها وإقرارها والوعد بتنفيذها؟
فلو عدنا إلى أرشيف محافظاتنا لوجدنا أن كل أرشيف منها يضم خططاً استراتيجية لتنمية وتطوير كل محافظة من هذه المحافظات حسب إمكانات وخصوصية كل منها، وبالمقابل لوجدنا أن النسبة الكبرى من تلك الخطط بقيت حبراً على ورق لأسباب مختلفة معظمها يتعلق بالتقصير والإهمال وعدم وجود إدارات كفوءة وغياب مبدأ الثواب والعقاب على أسس دقيقة وموضوعية ..ولو دققنا في حيثيات الجولات الحكومية الميدانية لتبين لنا أن السؤال عن أسباب عدم تنفيذ تلك الخطط بقي غائباً غياباً تاماً!
وإذا أردنا أن نعطي بعض الأدلة على ماتقدم من محافظة طرطوس على سبيل المثال لقلنا إن كل ما تم وضعه من خطط استراتيجية(تنموية) منذ ربع قرن وأقل في مجالات النقل البحري والاستثمار السياحي والتصنيع الزراعي وتسويق الإنتاج وتحسين الواقع البيئي والتعليم العالي وإنعاش الريف واستثمار كل قطرة مياه تهطل فوق حوضها الصباب ومجالات عديدة أخرى بقيت من دون تنفيذ حتى الآن، ومن ثم بقينا ندور في حلقة مفرغة وبقينا نطالب ونطالب وبقيت الأمور على حالها فلا المرفأ تطور لا غرباً ولا شمالاً ولا في مكانه، ولا المشاريع السياحية المنتظرة على الأراضي المستملكة منذ 1975 أقيمت، ولا المباني الجامعية أشيدت ولا المصانع الزراعية وغير الزراعية بنيت، ولا السدود –باستثناء سد الباسل- ولدت.. الخ.
|