وذلك لسبب وحيد هو أن مجموعة من كتاب شباب في أمريكا اللاتينية قد سحبوا البساط من تحت مركزية الرواية وشتتوها نحو الأطراف..الجذب بدأ من عدة تجارب غير مرتبطة ببعضها بشكل مباشر لكنها انتهت إلى عدد من الجوائز الأدبية أهمها نوبل لميغيل انخل أستورياس ومجموعة من الكتابات النقدية لأعمال بورخيس ويوسا وماركيز وبارامو بوتزاتي.. حتى تشكلت مدرسة جديدة في الأدب هي آخر التيارات .. الواقعية السحرية.
المميز في هذا الأدب والمختلف عن سياق الكتابة هو الإيغال في المحلية والغوص في تفاصيل المجتمع والأشخاص والأمكنة غير الملمعة، وإعادة تقديمها بوصفها حقيقة الحياة لا شوارعها الخلفية، بوصفها منتجة للجمال دون مقايستها بأي انموذج آخر ..أوروبي أو غير أوروبي.
هذه التجربة كُتب عنها الكثير لانها استطاعت ان تنتزع اكثر من نوبل، ومع ذلك فإن الأدب العربي لم يفد كثيرا من هذه التجربة فكثير من النقاد يعيدون السبب في ذلك إلى ان الرواية العربية لم تخرج من عباءة الرواية الأوربية، ولم تشكل هويتها الخاصة، لهذا لم يتم حتى الآن استقبالها في العالم كرواية أمريكا اللاتينية.
أحسن رواية عربية لا توزع منها ثلاثة آلاف نسخة بينما توزع أعمال أمريكا اللاتينية نحو خمسمئة ألف نسخة وبعدة ترجمات في سنتها الأولى..
رسخت تجربة أمريكا اللاتينية مقولة أن الطريق إلى العالمية يبدأ من المحلية لا بالتعالي عليها..أو استنساخ الرواية الأوربية. ما نحتاجه نصوص تقرأ أعماقنا كما نحن لا كما نظهر في مرآة الآخر. ونسأل لماذا لا تُستقبل الرواية العربية كما تستقبل رواية امريكا اللاتينية!
Maherazzam7@yahoo.com