تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين سحرها وسحر هيفاء وهبي...

لبنان
معاً على الطريق
الثلاثاء 21/2/2006م
نبيه البرجي

إذا استثنينا, قليلاً, أو كثيراً, هيفاء وهبي, فإن كوندوليزا رايس هي الآن فاتنة الشاشات عندنا. الراقصة الخشبية تلك على ظهورنا...

لا تستغربوا,والحال هذه, إذا ما قرر الرئيس جورج دبليو بوش نقل إقامتها من واشنطن إلى بيروت, مادامت معنية إلى هذا الحد (الأخلاقي) بالملف اللبناني. القائلة إسرائيل أولاً, وثالثاً, المأخوذة حتى العظم بأفكار الماسيحانية الصهيونية, هي القيمة على قضية الحرية والاستقلال في لبنان...‏

للمأخوذين عندنا بسحرها (السياسي والرؤيوي بطبيعة الحال) نسأل ما إذا كان أحد منهم, مجرد أحد, قد قرأ شيئاً من كتاباتها, أو قارب شيئاً من أفكارها في ما يتعلق بالشرق الأوسط, هذا ليدرك إلى أين يمكن أن تأخذنا الإيديولوجيا العمياء التي تلعب تلك المرأة في داخلها.‏

لا نقول البتة بالعودة إلى الإيقاع السابق للعلاقات بين لبنان وسورية, لكننا لا نقبل البتة منطق (البحر من أمامكم والعدو من ورائكم) (ألا يقتضي هذا الاعتذار من طارق بن زياد وصيحته الأندلسية, حتى وإن قلبت الصيحة فأصبح البحر من أمامنا والعدو من ورائنا?). هناك في لبنان من يعتبر سورية عدواً. أين إسرائيل ? اسألوا الذاكرة, إن كان مسموحاً السؤال, اسألوا الموتى إن لم يتم نبش قبورهم لأنهم قاتلوا وقتلوا, ذات يوم من أجل الأرض التي طالما استباحتها القدم الهمجية عبر اكتاف الذين تعلمون ولايعلمون..‏

سورية عدوتنا, تقول كوندي. نهزج, ونبتهج. الامبراطورية تقف إلى جانبنا ضد (جمهورية الشر) التي على تخومنا. لا أحد سوى تلك الايديولوجيا المستخرجة من عظام المقابر, كما قال الفرنسي باسكال بونيفاس, يستطيع أن يفرض اليوتوبيا في المنطقة. أيها الناس, هل أتاكم حديث العراق, وجراح جلجامش في العراق? وهل اتاكم حديث غزة والضفة وغور الأردن الذي وضع للتو بين أسنان كهنة التلمود. لعلنا كلنا في الطريق إلى أسنان التلمود...‏

هذا إذا كنتم تعلمون أن الماسيحانية الصهيونية تعطي النص التلمودي تلك القداسة التي لا تعطيها لأي نص آخر...‏

الصورة واضحة: نداء إلى تلك العربات السقيمة, الهرمة, الهالكة, والمستهلكة بأن تستعد للهجوم الشامل على دمشق. هل لاحظتم أنه في اليوم نفسه التي كانت السيدة كونداليزا تشن حملتها على سورية, كانت واشنطن تعلن أنها قدمت خمسة ملايين دولار للمعارضة السورية. تلك الأيدي العاملة الرخيصة, حقاً, ألا يساوي ثمن رأس الرجل من هؤلاء ثمن رأس البطيخ?‏

لا أكثر ولا أقل, ثمن رأس البطيخ, فيما إياه الذي كدس الذهب تلو الذهب من دم اللبنانيين, ومن كراماتهم, والذي يستعد لتأليف حكومة سورية الحرة, هو الملهم الآن, وهو الذي يضخ في عروقهم أن الاميركيين قادمون(قادمون إلى أين?), فامتشقوا السيوف, السيوف الخشبية كما تعلمون, من أجل لحظة الحرية والاستقلال والسيادة...‏

الأحرى, امتشقوا الخناجر, وكونوا جاهزين(لليلة الافغانية أم لليلة العراقية?), فالفوضى في انتظاركم,التيه في انتظاركم, الفيدرالية في انتظاركم. هل يدرك أحد-مجرد أحد- ماذا يتخلل كل هذا? الاولوية الآن للغريزة. كيف.. إذا كانت- الغريزة- مرصعة بالذهب!.‏

كاتب وصحفي لبناني‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 894
القراءات: 933
القراءات: 1024
القراءات: 1112
القراءات: 1152
القراءات: 1049
القراءات: 946
القراءات: 1153
القراءات: 1004
القراءات: 983
القراءات: 1105
القراءات: 1222
القراءات: 1199
القراءات: 1302
القراءات: 1084
القراءات: 1252
القراءات: 1166
القراءات: 1115
القراءات: 1044
القراءات: 1161
القراءات: 1112
القراءات: 1152
القراءات: 1185
القراءات: 1195
القراءات: 1274

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية