الحرب على سورية كشفت هذا الكم الهائل من التخطيط الذي اعد من زمن وتراكم , لم يكونوا ساهين لاهين , مختبئين وراء انوفهم ابدا , انما كانوا يعملون ويخططون ويرسمون للقادم الذي يريدونه احترابا ودمارا لنا.
في المخططات والاستراتيجيات لم يتركوا أي وسيلة الا وكانت موضع التجربة , من الدمار الى التجويع الى الحصار , الى الفتك بمقدرات الاوطان, ومن ثم سياسة الارض المحروقة , ومن خلال ايد عابثة حاقدة تم شراؤها في غفلة من الزمن وباعت انفسها بالقليل من المال وشهوة السلطة والمناصب.
سورية الدولة والوطن والتاريخ والجغرافيا والحضارة هي اليوم ومنذ عقود من الزمن في عين العاصفة , ولم تكن ابدا خارجها , صحيح انهم من اربع سنوات ونيف كثفوا حربهم وزادوا في وتيرة اعمالهم , ولم يتركوا أي وسيلة من وسائل الاجرام الا وجربوه , وكلما ضاقت بهم الحلقات وعرفوا ان الصمود السوري مبني على التلاحم الحقيقي بين ابناء الشعب , وعلى ميراث عشرة الاف عام من الحضارة , والدور الثقافي والانساني وبناء الغد والدفاع عن مقدرات الامة والشعب , والاصرار على التمسك بالكرامة , وحرية الرأي والقرار , كل ما ارتكبوه لم يثن السوريين عن الوقوف الى جانب جيشهم والدفاع عن وطنهم وارضهم وكرامتهم , ما دفع الاعداء لان يجربوا القديم الجديد سلاح الفتنة وفي كل مكان من الجغرافيا السورية , من اللاذقية الى الحسكة , الى دير الزور الى درعا الى النسيج السوري المتماسك , وقديمهم المتجدد لن يكون قادرا على تحقيق ما عجزوا عنه منذ امد طويل , لان السوريين خبروا وعرفوا ويعرفون احابيل الفتن والى اين تقود , لاننا سوريون على ميراث الماضي الحضاري , واليوم الاصيل بقيمنا وغدنا نعرف اننا نجتاز الامتحان وان احابيلهم لن تنفعهم بشيء.
d.hasan09@gmail.com