للعلم أن موضوع المهاجرين غير الشرعيين الى الدول الغربية ليس وليد الحرب الارهابية على سورية، وإنما قديم قدم الاستعمار والنهب والحروب التي يتحمل الغرب مسؤوليتها بالدرجة الأولى.
وايضا ما يتعرض له المهاجرون اليوم من أخطار وعلى رأسها الموت جربته جميع القوافل الأخرى، وخاصة تلك العابرة للبحار بقوارب الموت التي تبحر في المتوسط والبحار والمحيطات الاخرى، ولكن لم نرَ حملات إعلامية مركزة ومستمرة كما هو الحال اليوم حيث يركز الإعلام الغربي على المهاجرين من سورية علما أن قوافل المهاجرين المتجهة للغرب تضم أشخاصا من جميع أنحاء الشرق وأفريقيا وحتى الشرق الاقصى.
وهنا السؤال: لماذا يركز الإعلام الغربي على المهاجرين من الحرب الإرهابية على سورية التي يدعمها الغرب، علماً أن السوريين هم أقل الشعوب المهاجرة خلال العقود الخمسة الماضية، حيث كانت سورية تنعم بالاستقرار والأمان الاجتماعي؟.
حتى الآن التمهيد الإعلامي لما يخطط له ساسة الغرب من طرح قضية المهاجرين السوريين هو سيد الموقف مع بعض التصريحات الغربية التي تحمّل زورا وبهتانا الحكومة السورية المسؤولية عن هذه القضية، الأمر الذي يلمح لما يخطط له الغرب من إثارة هذا الأمر، وخاصة من الناحية الإنسانية .
على مدى الحرب الإرهابية على سورية لم تترك الدول الراعية والداعمة بالمال والسلاح للتنظيمات الإرهابية والتي تتحمل لوحدها المسؤولية عن تهجير الشعب السوري أي ملف إلا وحاولت استغلاله بهدف تدمير الدولة السورية ومنها الملف الإنساني،
ولكنها على ما يبدو وفي ظل فشل أدواتها الإرهابية في إنجاز أهدافها عبر الإرهاب والدمار والجرائم والحصار الاقتصادي طرقت من جديد الملف الإنساني وهي تحضّر الأرضية الآن للعودة لطرح هذا الموضوع مستغلة الوضع الإنساني الصعب الذي افتعلته للمهاجرين بهدف تحقيق مرامٍ سياسية.
والمتابع لوسائل إعلام الدول الداعمة للحرب الإرهابية على سورية لا يجد صعوبة في استنباط المرامي الخبيثة للتركيز على المهاجرين السوريين ومحاولة رمي كرة المسؤولية عن تهجيرهم على الحكومة السورية.
ما يؤشر إلى وجود نوايا سيئة من اثارة ملف المهاجرين السوريين غير الشرعيين على هذا النحو هو الصعوبات والعراقيل الجديدة التي تضعها بعض الدول الغربية في وجههم بدلا من مساعدتهم وتخفيف العبء عليهم والإهمال المقصود من قبل وسائل الاعلام الغربية لأثر هذه الإجراءات الغربية في زيادة معاناة المهاجرين والاكتفاء بتسليط الضوء على المعاناة والحالات الخاصة منها كما هو الحال في قصة غرق الطفل السوري إيلان الكردي دون الاشارة الى الدور الغربي في معاناة المهاجرين وخاصة السوريين.
على ما يبدو أن بعض الدول الغربية أرادت لعب الورقة الاخيرة في دعمها للحرب الارهابية على سورية، ولكن كما فشلت كل محاولاتها السابقة في استثمار الجانب الإنساني ستلاقي حملتها الإعلامية الممهدة لنواياها السياسية الخبيثة الفشل نفسه، فالظروف تغيرت وكلمة الفصل ستكون للجيش والشعب العربي السوري.