تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... الفتوى بالقتل..والرفض القاصر..

ثقافة
الثلاثاء 15-5-2012
أسعد عبود

أدونيس هو أدونيس.. يعني: هو.. هو نفسه.. هذا سره وتلك عقدته ومن هنا ينقسم الخلق من حوله بين كارهِ يشتم ومحبِ يغالي ومن بينهما.

ما أصعب أن يكون الإنسان هو نفسه!؟ تلك حالة إيمان يقترن فيها العقل بالسلوك أو لا يتعقب ردود الأفعال، ومع الإبداع والخلق المستمرين تُطرح حالة تحدٍ دائمة.‏

في مواجهة التحدي قامت محاولات كثيرة، لشطبه.. إلغائه.. اتهامه.. تكفير إبداعه.. لكن.. عموماً وقفت كل تلك المحاولات عاجزة أمام مبدع يطرح ما يراه عقله دون طلب مغفرة أو قبول، ودون إظهار صد أو عداء.‏

على ذلك..‏

يمكننا أن نحبه أو لانحبه، أن نعجب أو لانعجب.. أن نصادق أو لانصادق.. كله ممكن وبمنتهى الوضوح مع مبدع واضح.. طالما أن من حقه أن يكون هو هو.. و من حق أي كان أن يكون كذلك.. وبالتالي ليس مضطراً لأن يجامله لأنه «أدونيس».‏

أما أن تصدر فتوى بهدر دمه، فتلك إحدى تجليات قمة البؤس والانهيار الخلقي والأخلاقي.. ومصدرها – إن كانت قد صدرت – مشكلته مع أدونيس و مع غيره أنه ليس هو.. إنما يدعي أنه يمتثل لإرادة ربانية ويدافع عن تراث يحرص عليه.. دون أن يوليه أحد..‏

من السخف أن تناقش مثل هذا التوجه لحوار العقل، والرد عليه بالإبادة.. لكن.. هل أدونيس وحده الذي يهدده من تبنى فتولى فأفتى، ولا أحد ولاه وليس لأحد أن يوليه!؟ فما باله ربع المثقفين انتفضوا ليستنكروا التوجه الشرير ضد الكبير أدونيس.. ولم يتحركوا لرفض التوجه الشرير بحد ذاته..؟!!‏

هل يعني ذلك أن هؤلاء النبلاء لا يعنيهم شيئاً أن يقتل آخر «غير أدونيس» على معتقده أو هويته أو توجهه..؟!‏

منذ قرابة أربعة عشر شهراً وهذا الشعب يتعرض للقتل.. ولم يعد القتلة يتوزعون على أساس التوجه أو الموقف أو الموقع، السياسي.. بل هناك قاتل للمال.. وقاتل للشهرة.. وقاتل للشهوة.. ولقد انقسم المثقفون من حول القتل بين ناكر رافض له إن كان مصدره من هذا الطرف وساكت عليه بل مبرر له.. وآخر يتخذ الموقف ذاته لكن من الطرف الآخر..؟!‏

يكتشفون اليوم أن ثمة من «أو ما» يهدد أدونيس..‏

ولم يكتشفوا بعد أن ثمة من «أو ما» يهدد معظمنا.. ولايعرضون علينا إلا الانضواء تحت ظلامهم أو القتل..؟!‏

طوفان الدم في شوارع دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية ودرعا ودير الزور.. وغيرها.. ولا استنكار مثقف يذكر، لسفك الدم، أي دم كان.. بل يتوزع المثقفون في استنكاره حسب.. من سفكه..؟!‏

شيء محزن.. ومثير للريبة.. أليس كذلك..‏

العقل العاقل يستنكر كل من توجه ضد أدونيس ابتداءً من حجر قذف على بيته وانتهاءً بفتوى ظلامية بقتله.. ولابد أن يستنكر قتلنا كائن من كان الفعل، وتحت أي غطاء، ودون مواربة..‏

هل ترون مثلاً في رؤية، أن لا حل للأوضاع إلا باستخدام السلاح دعوة للقتل..؟!‏

هل هي جديرة بالاستنكار!! أيها المبدعون الأعزاء..؟!‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1334
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1208
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1278

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية