العمل الإرهابي الجبان الذي ضرب منطقة سكنية آمنة في توقيت أراد منفذوه إشباع شهوتهم للدم السوري ففجروا حقدهم الأسود وكشفوا عن وجوههم اللئيمة وكرامتهم المسفوكة وإرادتهم المرتهنة، غير آبهين بمئات الآمنين الذين يستخدمون الطريق في مثل هذا الوقت متجهين إلى أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم، ولا بالسكان الذين روعهم مشهد الموت والدمار الذي نجم عن ذلك العمل المشين.
طلبة وأساتذة كلية الهندسة المعلوماتية القريبة من موقع التفجيرين لم يرعبهم ما حدث فأكدوا أن الإرهاب عمل جبان لا مستقبل له ولن يؤثر في عزيمتهم أو يقف في وجه مسيرتهم العلمية وأنهم سيواصلون دروسهم يوم غد رداً على الإرهابيين ومن يقف وراءهم مشددين على أهمية حملة العمل التطوعي كواجب وطني، لرفع الأضرار وإصلاح ما ألحقه التفجيران الإرهابيان من دمار في كليتهم التي ينهلون فيها العلم والمعرفة والبناء.
هذه الحملة أكدت أن السوريين بمختلف أعمارهم يجمعون على أن العلم والثقافة سلاح يحميهم من الإرهاب ويشكل حاجزا قويا في وجه كل من يريد محو منارة العلم والعلماء في سورية.
منفذو العمل الإرهابي الجبان يدركون هشاشة ما فعلوه وعجزهم عن النيل من كرامة السوريين ووحدتهم الوطنية، وهم بالتأكيد لا يعرفون أن هذا الشعب أصلب من مؤامراتهم وهو الذي اختبرته الأيام والمصاعب والمحن فخرج أكثر تلاحما وقوة وبأسا.
هذا الشعب الذي ملأ الساحات والميادين تعبيرا عن سخطه وغضبه ورفضه ليقول كلمة واحدة إن إرادة السوريين في الحياة أقوى من الإرهاب وليكتب التاريخ وقفة شعب حي عاهد فصدق ووعد فوفى وقرر أن لا بديل عن الصمود والمواجهة لأنه شعب اختار الحياة.