تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دماء أطهر .. لشراييننا!

معاً على الطريق
الثلاثاء 15-5-2012
خالد الأشهب

ما تنفس السوريون الصعداء خلال أزمتهم كلها, كما تنفسوها يوم رفع المندوبان الروسي والصيني في مجلس الأمن يديهما بالفيتو ضد مشروع قرار كان يستهدفهم في أمنهم

واستقرارهم ومصيرهم ووحدتهم وحريتهم, لكنهم استراحوا واسترخوا وداخلتهم مشاعر الأمان والاطمئنان من جهة, والامتنان والتقدير والاعتراف بالجميل من جهة ثانية, يوم رفع المندوبان إياهما يديهما بالفيتو ذاته مرة ثانية ضد مشروع قرار أدق وأرذل من الأول!‏‏

ولأن السوريين بطباعهم الفردية والمجتمعية يميلون إلى الوفاء بالعهود, وإلى البذل في سبيل الاحتفاظ بالأصدقاء الصدوقين أينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها, وإلى سداد الدين أياً كان ولو بعد حين, فإنهم لم يعدموا مثل هؤلاء الأصدقاء في المحن والشدائد التي مروا بها, رغم خيانة البعض من هؤلاء لهم ولسوريتهم, ولأن الوفاء مثل الأمانة مقولة كلية حيث الأمين لا يمكن أن يكون لصاً في الوقت ذاته, كذلك الوفاء لا يمكن إلا أن يكون كلياً وكاملاً, فلا يتداخل معه الانتقاء والاستنساب والمزاج المتقلب !!‏‏

أتساءل هنا وببراءة تامة.. لماذا يكون على روسيا أن تكون صديقة لسورية والسوريين في جبهة ما, ولا يكون على سورية أن تكون وفية لصداقة روسيا في جبهة أخرى؟‏‏

بمعنى أوضح, لماذا يكون على روسيا أن تقدم لسورية ما تستطيعه من الدعم السياسي والعسكري, ولا يكون على سورية أن تكون وفية في ما تستطيعه من سداد الدين اقتصادياً مثلاً.. إن عجزت عن الوفاء بالمثل؟‏‏

حتى الآن, لا يلمس السوريون وفاء اقتصادياً أو غير اقتصادي على دين روسي سياسي وعسكري, لا يلمسون هوىً سورياً مجتمعياً لروسيا والروس يصعد بنا, بدلا من هوى مجتمعي للغرب يهوي بنا منذ عقود طويلة من السنين, وبالتحديد منذ سايكس بيكو التي كشف الروس عورتها في حينها وحذروا العرب الذين صموا آذانهم عنها, فهل ثمة من يصدق أن التقنية والحضارة الروسيتين اليوم.. وهما اللتان تقارعان في الفضاء على القمة كما في الأرض على السيادة الكاملة.. هل يصدق أنها تعجز عن إرضاء ذوق المستهلك السوري؟؟؟‏‏

رغم الرؤية السياسية الحاذقة ورغم التوجيه بالتوجه شرقاً بعد إفلاسنا شبه الكامل على يد الغرب, ورغم مرور أكثر من عام على أزمتنا الغربية المنشأ, ورغم إدراكنا الناجز فيها بالتمييز بين العدو والصديق, لا تزال مؤسساتنا المجتمعية الاقتصادية.. والعامة منها قبل الخاصة مثلا, لا تزال عاجزة عن حسم‏‏

الوفاء لمن يستحق الوفاء, لا تزال تتثائب وتتململ وتماطل كما لو أنها فطمت من حليب الغرب وحضارته وتقنياته حصراً.. ودعمه السياسي والعسكري لنا خاصة!! فتأبى شراء طائرة من روسيا في وقت تتسول قطعة غيار من الغرب !‏

مثلما حسمت عقيدة جيشنا الوطني الباسل الأمر لمصلحة سيادة سورية واستقلالها ووحدة شعبها وترابها, كذلك ينبغي لعقيدتنا الوطنية الموازية, في هذه الحكومة أو في القادمات بعدها, أن تحسم الأمر ذاته للمصالح ذاته امهما اختلفت عقائدنا الحزبية ومهما تعددت سياساتنا وسياسيينا, بدل أن يوقفنا الغرب في ضفتيه الأطلسيتين كل يوم على قدم واحدة وهو يقرأ علينا مزاميره في الحصار والعقاب .. فثمة دماء أخرى أنقى وأطهر تتسع لها أجسادنا .. وتنتظرها شراييننا!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2201
القراءات: 2102
القراءات: 2524
القراءات: 2481
القراءات: 2255
القراءات: 2623
القراءات: 2569
القراءات: 2504
القراءات: 2274
القراءات: 2598
القراءات: 2809
القراءات: 2701
القراءات: 2402
القراءات: 2862
القراءات: 2930
القراءات: 3012
القراءات: 2794
القراءات: 3170
القراءات: 3122
القراءات: 3227
القراءات: 2625
القراءات: 3093
القراءات: 3580
القراءات: 3342
القراءات: 3399

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية