واللافت أن التأسيس الذي يحتفى اليوم بمرور اثنين وستين عاما عليه، لا زال يحصي الكثير من المساحات الهائلة التي يسجل فيها البعث حضورا لافتا ومؤثرا في الكثير من القضايا والتحديات التي تبرز على أكثر من صعيد، ليضيف إلى رصيده أوراقا في غاية الأهمية، ولاسيما في الظرف الراهن بما يعنيه.
والبعث الذي قدم تجربة رائدة على أكثر من مستوى، طرح جملة من الخيارات الحقيقية التي أسست لمنظور سياسي وفكري وإنساني كان بعده الوطني والقومي الحاضن الفعلي لكثير من المهام والتحديات، وجعل من خيارات الجماهير بوابة التعاطي الإيجابي المتقن مع مسار الأحداث وتوجهاتها.
ولعل ما يبرز اليوم من تلك الاتجاهات يجعل من الفعل المتنامي على الساحة جزءا من حركة سياسية لم تتوقف، انطوت على مفاهيمها ومصطلحاتها، مثلما حازت على أدواتها ووسائلها، واستطاع البعث أن ينجز مشروعه الوطني على أسس واضحة، مثلما زاد من فاعلية وجوده القومي .
وكان التفاعل الهادئ القائم على معاصرة التطورات بكل ما تنطوي عليه من ضرورات المواءمة وصولا على تحديد دقيق للبنى السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية، مرورا بتجديد متواصل لها وفقا لمعطيات التطورات ومفرزات الأحداث، كان ذلك التفاعل المؤشر الحقيقي على الفاعلية والمشروعية في الآن ذاته.
إن المشهد اليوم يضيف إلى الرصيد النضالي لحزب البعث الكثير من أوراق القوة، ويفسح في المجال أمام تحريك فاعل لمساحات الحضور على الساحة، وخصوصا في ظل متغيرات أعادت الاعتبار للكثير من الأولويات والضرورات.