التجدد والذكرى
حديـــث الناس الثلاثاء 7-4-2009م هيثم عدرة خصوصية كل شعب تكمن بالطريقة التي يضعها لتشكل حالة نهوض تتصاعد وتتنامى وفقاً للظروف التي مر بها،
ومن هنا نرى التنوع في تجارب الشعوب والخصوصية لكل منهم، وهذا يعتبر أمراً طبيعياً لأنه لا يمكن أن نرسم طريقة ونطبقها على جميع المجتمعات وخصوصاً التي عانت ظروفاً استعمارية وواقعاً تميز بالتجزئة والتشرذم والتخلف عبر حقب تاريخية مختلفة، وعلى أرضية هذه الظروف التي نتحدث عنها تشكلت نظريات وأفكار كان لها دور كبير في تغيير طبيعة المجتمعات وإيجاد أرضية وثقافة تتقارب ومفهوم كل مجتمع وتلامس تطلعات أفراده، وهذا يفسر تعدد وتنوع الأحزاب في العالم عبر تسميات مختلفة، وهذا يتطلب ادراكاً وتحليلاً سليماً لطبيعة كل حزب وللظروف التي رافقت ظهوره واحترام دوره ودور الآخرين، فتنوع الأحزاب وطبيعة كل منها وخصوصية المجموعة التي تنتمي إليها، تحكمها جميعها حالة الاحترام المتبادل لما تنادي به كل منها ويعطي دافعاً للحوار وبما يشكل حالة انسجام وتناغم بين مختلف هذه الأحزاب وتنافسها لتقديم الشكل الأمثل لبناء مجتمع يطمح له الجميع وفق رؤية تشاركية على أرضية فهم كل منها للآخر بشكل عقلاني والابتعاد عن صيغة إلغاء الآخر.
ذكرى السابع من نيسان تحمل في طياتها دلالات ومعاني لمسيرة كفاح ونضال منذ لحظة ولادة أهداف ومبادىء حزب البعث العربي الاشتراكي إلى حيز الواقع، ومدى الانسجام والتناغم بين طبيعة القومية العربية وبين الجماهير المؤمنة بها على ارضية استعمار وحالة تخلف دامت لعقود، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قدرته كحزب لتحليل مختلف الظروف المحيطة بخصائص المجتمع العربي على أرضية الواقع المعاش عبر النضال اليومي لسنوات طويلة ووفقاً لمتطلبات كل مرحلة استناداً على أرضية صلبة قوامها الجماهير المؤمنة بذلك بعيداً عن إلغاء الآخر أو الاقلال من شأن الأحزاب الأخرى المتواجدة، وكانت صيغ التعاون والتنسيق والمشاركة هي الشكل الذي تقبله مجتمعنا ما دام الهدف هو البناء للوصول إلى تلبية طموحات الجميع، فحالة التطوير المستمرة والتي يؤكد عليها السيد الرئيس بشار الأسد عبر النقاش والحوار والشفافية للوصول الى الشكل الأقرب الذي يشكل حالة انسجام وتناغم يدفع ببلدنا باتجاه آفاق التطوير والتجديد على أرضية بناء الوطن والمواطن وبما يحقق طموحات الجميع.
|