وبالفعل كذلك كان المؤتمر التأسيسي الاول لحزب البعث العربي الذي كان محطة مفصلية حددت شكل ومضمون واسلوب ومعايير التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلدان العربية وذلك لما مثلته حركة البعث والإحياء العربي من قوة مؤثرة في مسيرة الشعب العربي. وذلك بعد ان خبرت بدقة واقع الامة وحددت التحديات التي تواجهها وصاغت الحلول القادرة على استعادة الدور المفقود لأمة سادت حضارتها اصقاع الارض وحملت التقدم الحضاري للأمة جمعاء.
وان كان ثمة من يحاول تجاوز الدور التنويري والقيادي والريادي لحركة البعث في مرحلة المد القومي والوطني والتوق للخلاص من الاستعمار في أواسط القرن الماضي فإن تلك المحاولات لا تتعدى محاولة تغطية نور الشمس بالغربال.
ففي العمق كانت فكرة البعث استجابة لاحتياجات أمة عانت سنوات طويلة من ظروف التجزئة والاحتلال والفقر بعدما حملت شعلة الحضارة الإنسانية على مدى سبعة قرون مثلت حالة استقرار دولي للأمم خلال تلك الفترة .
وقبل اثنتين وستين سنة مضت أعلنت ثلة من مثقفي الأمة وأبنائها المخلصين تشكيل إطار قانوني وحقوقي ينظم عملهم لتحقيق أهدافهم في وحدة الامة العربية في مجتمع ديمقراطي يحقق الاكتفاء والرعاية لجميع أبنائه.
فكان حزب البعث الاطار التنظيمي الجامع والمحدد لآليات تنفيذية تأخذ بالحسبان كل التطورات والمستجدات وتقوم بدراستها وتحليلها بغية التعامل معها وفقا للاهداف الكبيرة للأمة.
وتؤكد الوقائع صوابية الرؤية البعثية كونها نابعة من نبض الناس وتستهدف خدمتهم والحفاظ على وحدتهم واستعادة مجدهم ومواجهة اعدائهم وبذلك كل الخير.