تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الناتو .. وكالة للتغيير

حـــدث و تعــليـق
الثلاثاء 7-4-2009
ناديا دمياطي

بينما امتطت الشرطة الفرنسية في ستراسبورغ اعلى خيولها لمواجهة مناهضي الناتو بشعاراتهم ضد قمته مرددين ان الحلف ارهاب دولي، كانت قيادات الحلف في احتفالات تأسيسه تمتطي أعلى مافي طموحاتها في تحويل هذا الحلف من منظمة دفاعية أوروبية إلى حلف كوني

يتوسع جغرافياً بـ 28 عضواً في مهام خارجية فيما اعتبره البعض وكالة لتغيير العالم بعد تغير مفهوم الامن ذاته بدعوة واشنطن لحلفائها لتكون قوة مقاتلة في أفغانستان التي اعتبرت التحدي الاكبر للناتو والاختبار الحقيقي له وممنوع الفشل في الحرب الدائرة فيها وعليها.‏

خلال يومي قمة الناتو التي اقتسمتها فرنسا وألمانيا قاطرتا أوروبا بدت المناقشات والنتائج تعبر بالحلف إلى عهد تأسيسي جديد يتناسب مع رئيس اميركي جديد وعودة فرنسا للحلف بعد غياب 43 عاماً كشريك في القيادة لا خاضعة لها.‏

اختلاف الحسابات الاميركية الاوروبية بدت واضحة في الملفات على طاولة القمة التي حاولت الموازنة بين أن يكون الحلف شرطي العالم كما تريده واشنطن، وبين ادراك الاوروبيين انه كلما قوي الحلف أضعف ذلك دور الامم المتحدة وحملهم أعباء مادية طارئة وسط أزمة مالية تعصف بهم.‏

هذا الاختلاف الذي وصل إلى الخلاف هو التحدي الاكبر الذي يواجه الناتو الذي يريد ان يظل حلفاً دفاعياً، وان يكون دوره في أفغانستان قوة حفظ سلام لاقتال بينما ضغطت واشنطن لتحمله عبئاً عسكرياً كبيراً وهذا ماتعارض فرنسا وألمانيا اللتان تحاولان اصلاح الحلف واعادة بنائه ليكون دفاعياً وترفضان تحويله إلى حلف كوني وسط تردد في اغضاب روسيا بضم جورجيا وأوكرانيا إلى عضويته ليصبح 30 عضواً بعد ان كان 12 عضواً في عام 1949.‏

كونية الناتو مصطلح تطمح إليه الاستراتيجية الاميركية حيث قال مدير التخطيط في الناتو « إن الحلف كان في الاصل وكالة لارساء الامن في أوروبا والآن أصبح وكالة لتغيير العالم».‏

اما رئيس تحرير مجلة جينس ديفينس وكيلي الالمانية فقال « ان فكرة الامن أصلاً تغيرت في العالم ، والآن على الناتو في اعلى مستوياته ان يناقش الاستراتيجية الجديدة في الاماكن التي تمتد إليها حدوده.‏

كلها مقدمات تشير الى تحول في الناتو من تحالف صغير مهمته الدفاع عن أوروبا إلى المشاركة في حروب طويلة ومفتوحة في افغانستان وربما باكستان يشتم منها الاوروبيون رائحة فيتنام.‏

وإذا جهر أوباما امام الاوروبيين بأن مايسمى بالارهاب يهددهم قبل اميركا دون تحديد لمفهوم الارهاب طبعاً فإن الحلفاء همسوا بما معناه بأن استراتيجيته في افغانستان كشفت عن رؤية اميركية للناتو تحصر دوره في رجل شرطة عالمي وهو مايتعارض مع رغبتهم بأن يعود الحلف دفاعياً،لادراكهم أنهم سيدفعون فاتورة غالية لكونية الحلف بما ينطوي ذلك على ادوار تأخذه إلى مواقع خطيرة جداً ربما تؤدي في النهاية إلى سقوطه مع انتهاء مهمته المحدودة في الدفاع عن أوروبا الغربية امام النفوذ السوفييتي السابق أيام الحرب الباردة.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 07/04/2009 08:46

مع انهيار حلف وارسو صار حلف الناتو بلا وجود طبيعي, وكان الأولى أن يذهب مع الريح, لكنه باق يبحث عن تعريف له ولم يطله, وكل نافذ فيه يشده لغير ماوجد من أجله.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1649
القراءات: 919
القراءات: 876
القراءات: 1086
القراءات: 879
القراءات: 986
القراءات: 990
القراءات: 1109
القراءات: 946
القراءات: 975
القراءات: 1076
القراءات: 983
القراءات: 1013
القراءات: 1123
القراءات: 1084
القراءات: 1033
القراءات: 1066
القراءات: 1992
القراءات: 1037
القراءات: 1204
القراءات: 1056
القراءات: 1082
القراءات: 1042
القراءات: 1083
القراءات: 1130

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية