وإذا كان تصريح كوشنير وقبله الأميركي غير مستغرب ولا يحمل مفاجآت، فإن تلبية الأخوان المسلمين وشخصيات سورية أخرى منخرطة في المؤامرة دعوة «منتدى قواعد اللعبة الباريسي» الداعم لإسرائيل أيضاً غير مستغربة ولا تحمل مفاجآت لأنهم جميعاً مكشوفون للشعب السوري ولا حاجة له لإعادة اكتشافهم.
إذاً ليس هناك من مفاجآت، غير أن المفاجىء والمستغرب أن يبقى البعض في الداخل- ممن يدعي أنه يمثل المعارضة الوطنية- على إنكاره لوجود مؤامرة، فضلاً عن إنكار وجود تنظيمات مسلحة رغم وضوح الصورة وجلاء الحقيقة التي تكشفت كل مكوناتها منذ البداية.
بل إن الأغرب من هذا وذاك إصرار هذا البعض على عدم رؤية كل الإجراءات التي اتخذت، وكل الإصلاحات التي بدأت، وكل الحراك الشعبي الحاصل المتمسك بالوحدة الوطنية والمؤيد للإصلاح والمقاوم لمحاولات التدخل الخارجي والرافض لمشاريع الفتنة!!.
تأسيساً على محاولات الإنكار والإصرار على تزوير الواقع والحقائق يمكن القول: إنه لم يعد مقبولاً الصمت من أحد ولا الوقوف على الحياد، ولابد من الشروع بعملية فرز حقيقية وإن بدت قاسية فهي ضرورية جداً سواء لجهة إظهار الحجم الحقيقي لهذا البعض، أو لجهة إبراز ضعفهم وارتهانهم للخارج الذي يثبت لهم كوشنير وبرنار هنري ليفي أن الهدف من كل ما يجري هو حماية إسرائيل وإضعاف أو كسر جبهة المقاومة والممانعة في المنطقة وليس ما يتوهمون؟!.
إذا كان «معارضو الخارج» الذين حضروا إلى جانب أصدقاء إسرائيل مؤتمر باريس، وقالوا بوقاحة: إن لا خط أحمر لديهم وأنهم سيشاركون بكل الأنشطة والندوات حول سورية بغض النظر عمن يقوم بها أو ينظمها، فإن ما يجب أن يتنبه له معارضو الداخل هو أن يعيدوا قراءة الموقف الروسي- في أقل تقدير- وأن يقدموا رؤيتهم ويساهموا بفاعلية في الحوار الوطني تحت سقف الوطن.
ali.na_66@yahoo.com